الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَئِن شِئۡنَا لَنَذۡهَبَنَّ بِٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِۦ عَلَيۡنَا وَكِيلًا} (86)

أخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس قال : «لما قدم وفد اليمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم فقالوا : «أبيت اللعن : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله . . . ! ! إنما يقال هذا للملك ولست ملكاً . . . أنا محمد بن عبد الله . فقالوا : إنا لا ندعوك باسمك . قال : فأنا أبو القاسم . فقالوا : يا أبا القاسم ، إنا قد خبأنا لك خبيئاً . فقال : سبحان الله . . . ! إنما يفعل هذا بالكاهن ، والكاهن والمتكهن والكهانة في النار . فقال له أحدهم : فمن يشهد لك أنك رسول الله ؟ فضرب بيده إلى حفنة حصا فأخذها فقال : هذا يشهد أني رسول الله فسبّحْنَ في يده فقلن : نشهد أنك رسول الله . فقالوا له : أسمعنا بعض ما أنزل عليك . فقرأ { والصافات صفاً } حتى انتهى إلى قوله : { فأتبعه شهاب ثاقب } [ الصافات : 1-10 ] فإنه لساكن ما ينبض منه عرق ، وإن دموعه لتسبقه إلى لحيته ، فقالوا له : إنا نراك تبكي . . . ! أمن خوف الذي بعثك تبكي ! ؟ قال : بل من خوف الذي بعثني أبكي ، إنه بعثني على طريق مثل حد السيف ، إن زغت عنه هلكت . ثم قرأ { ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلاً } » .