الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَلَمَّا بَلَغَا مَجۡمَعَ بَيۡنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ فِي ٱلۡبَحۡرِ سَرَبٗا} (61)

60

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير في قوله : { نسيا حوتهما } قال : كان مملوحاً مشقوق البطن .

وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله : { فاتخذ سبيله في البحر سرباً } قال : أثره يابس في البحر كأنه حجر .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما أنجاب ماء منذ كان الناس ، غير بيت ماء كان الحوت دخل منه صار منجاباً كالكرة ، حتى رجع إليه موسى فرأى إمساكه قال : { ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصاً } أي ، يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى مدخل الحوت » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { فاتخذ سبيله في البحر سرباً } قال : جاء فرأى جناحيه في الطين حين وقع في الماء .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله : { فاتخذ سبيله في البحر سرباً } قال : دخل الحوت في البطحاء بعد موته حين أحياه الله ، ثم اتخذ فيها سرباً حتى وصل إلى البحر . والسرب ، طريق حتى وصل إلى الماء وهي بطحاء يابسة في البر ، بعدما أكل منه دهراً طويلاً وهو زاده ، ثم أحياه الله .