التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَلَمَّا بَلَغَا مَجۡمَعَ بَيۡنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ فِي ٱلۡبَحۡرِ سَرَبٗا} (61)

قوله تعالى { فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى { فلما بلغ مجمع بينهما نسيا حوتهما } .

ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن موسى وفتاه نسيا حوتهما لما بلغا مجمع البحرين ولكنه تعالى أوضح أن النسيان واقع من فتى موسى لأنه هو الذي كان تحت يده الحوت وهو الذي نسيه وإنما أسند النسيان إليهما لأن إطلاق المجموع مراد بعضه -أسلوب عربي كثير في القرآن وفي كلام العرب وقد أوضحنا أن من أظهر أدلته قراءة حمزة والكسائي { فإن قتلوكم فاقتلوهم } من القتل في الفعلين لا من القتال أي فإن قتلوا بعضكم فليقتلهم بعضكم الآخر والدليل على أن النسيان وقع من فتى موسى دون موسى قوله تعالى عنهما { فما جاوزا قال لفتاه آتنا غذاءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره } الآية ، لأن قول موسى { آتنا غذاءنا } يعني به الحوت -فهو يظن أن فتاه لم ينسه كما قاله غير واحد وقد صرح فتاه بأنه نسيه في قوله { فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان } الآية . وقوله في هذه الآية الكريمة { وما أنسانيه إلا الشيطان } دليل على أن النسيان من الشيطان كما دلت عليه آيات أخر كقوله تعالى { وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين } وقوله تعالى { استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله } الآية .

أخرج آدم ابن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد قوله : { مجمع بينهما } قال : بين البحرين .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد { نسيا حوتهما } قال : أضلا حوتهما .