الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٖۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ أَكۡثَرَ شَيۡءٖ جَدَلٗا} (54)

وأخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن علي رضي الله عنه : أن النبي - صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة ليلاً فقال : «ألا تصليان » فقلت : يا رسول الله ، إنما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا . وانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئاً ، ثم سمعته بضرب فخذه ويقول : { وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً } » .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : { وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً } قال : الجدل الخصومة ، خصومة القوم لأنبيائهم ، وردهم عليهم ما جاؤوا به ، وكل شيء في القرآن من ذكر الجدل ، فهو من ذلك الوجه ، فيما يخاصمونهم من دينهم ، يردون عليهم ما جاؤوا به ، والله أعلم .