تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{فَلَمَّا بَلَغَا مَجۡمَعَ بَيۡنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ فِي ٱلۡبَحۡرِ سَرَبٗا} (61)

{ فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله } يعني : الحوت { في البحر سربا } .

قال محمد : سربا يعني : مذهبا ومسلكا ، وهو مصدر ، المعنى : نسيا حوتهما ، فجعل الحوت طريقه في البحر ، ثم بين كيف ذلك ، فكأنه قال : سرب يسرب سربا .

قال يحيى : ذكر لنا أن موسى لما قطع البحر وأنجاه الله من آل فرعون جمع بني إسرائيل فخطبهم ، فقال : أنتم اليوم خير أهل الأرض وأعلمهم ، قد أهلك الله عدوكم ، وأقطعكم البحر ، وأنزل عليكم التوراة ، قال : فقيل له : إن ها هنا رجلا هو أعلم منك ، فانطلق هو وفتاه يوشع وتزودا سمكة مملوحة في مكتل لهما ، وقيل لهما : إذا نسيتما بعض ما معكما لقيتما رجلا عالما يقال له : خضر .

قال يحيى : وذكر بعضهم أن موسى وفتاه لما أويا إلى الصخرة على ساحل البحر ، باتا فيها ، وكان عندها عين ماء ، فأكلا نصف الحوت وبقي نصفه ، فأدنى فتاه المكتل من العين ، فأصاب الماء الحوت ، فعاد فانسرب ، ودخل في البحر ، ومضى موسى وفتاه .