الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ} (172)

أخرج أحمد ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) ( المؤمنون الآية 51 ) وقال { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك " .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير { كلوا من طيبات } قال : من الحلال .

وأخرج ابن سعد عن عمر بن عبد العزيز . أنه قال يوما : إني أكلت حمصا وعدسا فنفخني . فقال له بعض القوم : يا أمير المؤمنين إن الله يقول في كتابه { كلوا من طيبات ما رزقناكم } فقال عمر : هيهات ذهبت به إلى غير مذهبه ، إنما يريد به طيب الكسب ولا يريد به طيب الطعام .

وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله { يا أيها الذين آمنوا } يقول : صدقوا { كلوا من طيبات ما رزقناكم } يعني اطعموا من حلال الرزق الذي أحللناه لكم بتحليلي إياه لكم مما كنتم تحرمونه أنتم ، ولم أكن حرمته عليكم من المطاعم والمشارب { واشكروا لله } يقول : أثنوا على الله بما هو أهل له على النعم التي رزقكم وطيبها لكم .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي أمية { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } قال : فلم يوجد من الطيبات شيء أحل ولا أطيب من الولد وماله .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة ويشرب الشربة فيحمد الله عليها " .