الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ} (14)

وأخرج أبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «مكتوب على باب الجنة : إنني أنا الله لا إله إلا أنا لا أعذب من قالها » .

وأخرج ابن سعد وأبو يعلى والحاكم والبيهقي في الدلائل ، عن أنس رضي الله عنه قال : خرج عمر متقلداً بالسيف لقيه رجل من بني زهرة فقال له : أين تغدو يا عمر ، قال : أريد أن أقتل محمداً . قال : وكيف تأمن بني هاشم وبني زهرة ؟ فقال له عمر : ما أراك إلا قد صبأت وتركت دينك ! قال : أفلا أدلك على العجب ؟ ! إن أختك وختنك قد صبآ وتركا دينك ، فمشى عمرا زائراً حتى أتاهما ، وعندهما خباب ، فلما سمع خباب بحس عمر ، توارى في البيت ، فدخل عليهما فقال : ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم وكانوا يقرأون { طه } فقالا : ما عدا حديثاً تحدثنا به . قال : فلعلكما قد صبأتما . فقال له خنته : يا عمر ، إن كان الحق في غير دينك ؟ فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديداً : فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها ، فنفخها نفخة بيده فدمى وجهها . فقال عمر : أعطوني الكتاب الذي هو عندكم فاقرأه ، فقالت أخته : إنك رجس وإنه { لا يمسه إلا المطهرون } [ الواقعة : 79 ] فقم فتوضأ ، فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ { طه } حتى انتهى إلى { إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري } فقال عمر : دلوني على محمد ، فلما سمع خباب قول عمر ، خرج من البيت فقال : أبشر يا عمر ، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لك - ليلة الخميس - «اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب ، أو بعمر بن هشام » فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأخرج أبو نعيم في الحلية ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن جبريل - عليه السلام - قال : «قال الله عز وجل { إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني } » من جاءني بشهادة أن لا إله إلا الله بالإخلاص دخل في حصني ، ومن دخل حصني أمن عذابي » .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { وأقم الصلاة لذكري } قال : إذا صلى عبد ذكر ربه .

وأخرج عبد بن حميد ، عن إبراهيم في قوله : { وأقم الصلاة لذكري } قال : حين تذكر .

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود وابن مردويه ، عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها ، فإن الله قال أقم الصلاة لذكري » .

وأخرج الترمذي وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : «لما قفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر أسري ليلة حتى أدركه الكرى ، أناخ فعرس ثم قال : «يا بلال ، أكلأنا الليلة » قال : فصلى بلال ثم تساند إلى راحلته مستقبل الفجر ، فغلبته عيناه فنام ، فلم يستيقظ أحد منهم حتى ضربتهم الشمس ، وكان أولهم استيقاظاً النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «أي بلال » فقال بلال : بأبي أنت يا رسول الله ، أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك ، فقال رسول الله : - صلى الله عليه وسلم - «اقتادوا » ثم أناخ فتوضأ وأقام الصلاة ثم صلى مثل صلاته للوقت في تمكث ، ثم قال : «من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها ، فإن الله قال : { أقم الصلاة لذكري } وكان ابن شهاب يقرؤها «للذكرى » .

وأخرج الطبراني وابن مردويه ، عن عبادة بن الصامت قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن رجل غفل عن الصلاة حتى طلعت الشمس أو غربت ما كفارتها ؟ قال : «يتقرب إلى الله ويحسن وضوءه ويصلي فيحسن الصلاة ويستغفر الله فلا كفارة لها إلا ذلك » إن الله يقول : { أقم الصلاة لذكري } .

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر ، عن سمرة بن يحيى قال : نسيت صلاة العتمة حتى أصبحت ، فغدوت إلى ابن عباس فأخبرته فقال : قم فصلها ، ثم قرأ { أقم الصلاة لذكري } .

وأخرج عبد بن حميد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إذا نسيت صلاة فاقضها متى ما ذكرت .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن الشعبي وإبراهيم في قوله : { أقم الصلاة لذكري } قالا : صلِّها إذا ذكرتها وقد نسيتها .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن إبراهيم قال : من نام عن صلاة أو نسيها ، يصلي متى ذكرها عند طلوع الشمس وعند غروبها ، ثم قرأ { أقم الصلاة لذكري } قال : إذا ذكرتها فصلها في أي ساعة كنت .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : «أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية فنزلنا دهاساً من الأرض - والدهاس الرمل - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : من يكلؤنا ؟ قال بلال : أنا ، فناموا حتى طلعت عليهم الشمس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «افعلوا كما كنتم تفعلون » كذلك لمن نام أو نسي .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن أبي جحيفة قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفره الذي ناموا فيه ، حتى طلعت الشمس ثم قال : «إنكم كنتم أمواتاً فرد الله إليكم أرواحكم ، فمن نام عن الصلاة أو نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها ، وإذا استيقظ » .