الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ} (14)

{ إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني }[ 13 ] .

أي : إني أنا المعبود ، لا معبود غيري يستحق العبادة فاعبدني{[44936]} .

{ وأقم الصلاة لذكري } أي : أقم الصلاة فإنك إذا أقمتها ذكرتني . فتقديره{[44937]} : أقم الصلاة ، لأن تذكرني بها ، هذا معنى قول مجاهد{[44938]} .

وقيل{[44939]} : معناه : أقم الصلاة حين تذكرها .

وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال{[44940]} : " من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها ، قال الله عز وجل : { وأقم الصلاة لذكري } وزاد فيه قتادة ( لا كفارة لها إلا ذلك ) .

وقيل{[44941]} : المعنى : أقم الصلاة لأن أذكرك بالمدح .

وقيل{[44942]} : المعنى : أقم الصلاة إذا ذكرتني .

وقيل{[44943]} : المعنى : أقم الصلاة لتذكرني فيها .

وشاهده أن ابن عباس وأبا عبد الرحمن السلمي{[44944]} قرآ : {[44945]} { وأقم الصلاة لذكري } بلامين ، مشددة الذال . أي{[44946]} : لتذكرني فيها .

وقرأ الأعرج وأبو رجا{[44947]} والشعبي{[44948]} : ( لِذِكْرِاً ){[44949]} أبدلوا من{[44950]} الياء ألفا . كما يقال : يا غلاما .


[44936]:من قوله: أ(أي: أنا المعبود) إلى (فاعبدني) سقط من ز بانتقال النظر.
[44937]:ز: فمعناه.
[44938]:انظر: جامع البيان 16/148 والدر المنثور 4/293.
[44939]:انظر: جامع البيان 16/148 وزاد المسير 5/275 وتفسير القرطبي 11/177 والدر المنثور 4/294.
[44940]:انظر: البخاري مع الفتح 2/70 (كتاب المواقيت، باب 37) والترمذي 1/114 (كتاب الصلاة، باب 131) ومسند أحمد 3/100.
[44941]:وهو قول النحاس في إعراب القرآن 2/334.
[44942]:وهو قول النحاس في إعراب القرآن 2/333.
[44943]:وهو قول ابن قتبية في تفسير غريب القرآن 177.
[44944]:هو أبو عبد الرحمن السلمي، مقرئ الكوفة وعالمها، عبد الله بن حبيب بن ربيعة (ت 73 هـ). انظر: ترجمته في: تذكرة الحفاظ 1/58 وغاية النهاية 1/413 وتهذيب التهذيب 5/183.
[44945]:لم أقف على هذه القراءة بهذا اللفظ: وفي مختصر ابن خالويه: 90: (للذكرى) وسندها لأبي عبد الرحمن دون ابن عباس.
[44946]:أي سقطت من ز.
[44947]:هو عمران بن تيم، ويقال ابن ملحان، أبو رجاء العطاردي، البصري التابعي الكبير، ولد قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة، وكان مخضر ما، أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره (ت 105 هـ). انظر: ترجمته في: طبقات ابن خياط: 196 وتذكرة الحفاظ 1/66 ومعرفة القراء الكبار 1/58 وتهذيب التهذيب 8/140.
[44948]:هو عامر بن شراحبيل، أبو عمرو الشعبي، الكوفي، الإمام الكبير المشهور (ت 105 هـ) له ترجمة في تذكرة الحفاظ 1/78 وغاية النهاية 1/350 وتهذيب التهذيب 5/65.
[44949]:انظر: إعراب القرآن للنحاس 2/334.
[44950]:(من) سقطت من ز.