محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ} (14)

{ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي } أي خصني بالعبادة { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } أي لتذكرني فيها بقلبك ولسانك وسائر جوارحك ، بأن تجعل حركاتها دالة على ما في القلب واللسان . قال أبو السعود : خصت الصلاة بالذكر وأفردت بالأمر بالعبادة ، لفضلها وإنافتها على سائر العبادات ، بما نيطت به من ذكر المعبود وشغل القلب واللسان بذكره . وذلك قوله تعالى { لِذِكْرِي } أي لتذكرني . فإن ذكري كما ينبغي لا يتحقق إلا في ضمن العبادة والصلاة . أو لتذكرني فيها لاشتمالها على الأذكار . أو لذكري خاصة لا تشوبه بذكر غيري . أو إخلاص ذكري وابتغاء وجهي . لا ترائي بها ، ولا تقصد بها غرضا آخر . أو لتكون ذاكرا لي ، غير ناس . انتهى .