الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَوۡمَ نَطۡوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلۡكُتُبِۚ كَمَا بَدَأۡنَآ أَوَّلَ خَلۡقٖ نُّعِيدُهُۥۚ وَعۡدًا عَلَيۡنَآۚ إِنَّا كُنَّا فَٰعِلِينَ} (104)

وأخرج عبد بن حميد عن علي في قوله : { كطي السجل } قال : ملك .

وأخرج عبد بن حميد عن عطية قال : السجل ، اسم ملك .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر في قوله : { يوم نطوي السماء كطي السجل } قال : السجل ملك ، فإذا صعد بالاستغفار قال : اكتبوها نوراً .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر عن أبي جعفر الباقر قال : السجل ملك ، وكان هاروت وماروت من أعوانه ، وكان له كل يوم ثلاث لمحات ينظرهن في أم الكتاب ، فنظر نظرة لم تكن له ، فأبصر فيها خلق آدم وما فيه من الأمور فأسّر ذلك إلى هاروت وماروت ، فلما قال تعالى : { إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها } [ البقرة : 30 ] قال : ذلك استطالة على الملائكة .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن السدي قال : السجل ملك موكل بالصحف ، فإذا مات دفع كتابه إلى السجل فطواه ورفعه إلى يوم القيامة .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد في الآية قال : السجل ، الصحيفة .

وأخرج أبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن منده في المعرفة ، وابن مردويه والبيهقي في سننه وصححه عن ابن عباس قال : السجل ، كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن المنذر وابن عدي وابن عساكر ، عن ابن عباس قال : كان لرسول الله صلى عليه وسلم كاتب يسمى السجل ، وهو قوله : { يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب } .

وأخرج النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر ، عن ابن عباس قال : السجل ، هو الرجل ، زاد ابن مردويه بلغة الحبشة .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { كطي السجل للكتب } قال : كطي الصحيفة على الكتاب .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { كما بدأنا أوّل خلق نعيده } يقول : نهلك كل شيء كما كان أوّل مرة .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { كما بدأنا أوّل خلق نعيده } قال : عراة حفاة غرلاً .

وأخرج ابن جرير عن عائشة قالت : «دخل عليّ رسول الله صلى عليه وسلم وعندي عجوز من بني عامر فقال : من هذه العجوز يا عائشة ؟ فقلت : إحدى خالاتي . فقالت : ادع الله أن يدخلني الجنة . فقال : إن الجنة لا يدخلها العجوز . فأخذ العجوز ما أخذها فقال : إن الله تعالى ينشئهن خلقاً غير خلقهن ، ثم قال : تحشرون حفاة عراة غلفاً . فقالت : حاشا لله من ذلك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بلى . إن الله تعالى قال : { كما بدأنا أوّل خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين } فأول من يكسى إبراهيم خليل الرحمن » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : يبعثهم الله يوم القيامة على قامة آدم وجسمه ، ولسانه السريانية ، عراة حفاة غرلاً كما ولدوا .