الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَنَجَّيۡنَٰهُ وَلُوطًا إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَا لِلۡعَٰلَمِينَ} (71)

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي مالك في قوله : { إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين } قال : الشام .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب في قوله : { إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين } قال : الشام . وما من ماء عذب إلا يخرج من تلك الصخرة التي ببيت المقدس ، يهبط من السماء إلى الصخرة ثم يتفرق في الأرض .

وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن سلام قال : بالشام من قبور الأنبياء ألفا قبر وسبعمائة قبر ، وإن دمشق معقل الناس في آخر الزمان من الملاحم .

وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس ، قال لوط : كان ابن أخي إبراهيم عليهما السلام .

وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال : لما هرب إبراهيم من كوثي وخرج من النار ، ولسانه يومئذ سرياني ، فلما عبر الفرات من حران غيّر الله لسانه فقلب عبرانياً حيث عبر الفرات ، وبعث نمرود في نحو أثره وقال : لا تدعوا أحداً يتكلم بالسريانية إلا جئتموني به ، فلقوا إبراهيم يتكلم بالعبرانية فتركوه ولم يعرفوا لغته .

وأخرج ابن عساكر عن حسان بن عطية قال : أغار ملك نبط على لوط عليه السلام فسباه وأهله ، فبلغ ذلك إبراهيم فأقبل في طلبه في عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر ، فالتقى هو وتلك النبط في صحراء معفور ، فعبى إبراهيم ميمنة وميسرة وقلباً ، وكان أول من عبى الحرب هكذا ، فاقتتلوا فهزمهم إبراهيم واستنقذ لوطاً وأهله .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية { ونجيناه } يعني إبراهيم { ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين } قال : هي الأرض المقدسة التي بارك الله فيها للعالمين ؛ لأن كل ماء عذب في الأرض منها يخرج ، يعني من أصل الصخرة التي في بيت المقدس ، يهبط من السماء إلى الصخرة ثم يتفرق في الأرض .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر ، عن قتادة رضي الله عنه { ونجيناه ولوطاً } قال : كانا بأرض العراق ، فانجيا إلى أرض الشام . وكان يقال : الشام عماد دار الهجرة ، وما نقص من الأرض زيد في الشام ، وما نقص من الشام زيد في فلسطين . وكان يقال : هي أرض المحشر والمنشر ، وفيها ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام وبها يهلك الله شيخ الضلالة الدجال .

وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { إلى الأرض التي باركنا فيها } قال : الشام .

وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب رضي الله عنه في قوله : { إلى الأرض التي باركنا فيها } قال : إلى حران .