فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَنَجَّيۡنَٰهُ وَلُوطًا إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَا لِلۡعَٰلَمِينَ} (71)

{ ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين } قد تقدم أن لوطا هو ابن أخي إبراهيم قاله ابن عباس أي هاران الأصغر ، وكان لهما أخ ثالث اسمه ناخور ، والثلاثة أولاد آزر ، وأما هاران الأكبر فكان عما لإبراهيم وكانت سارة بنت عم إبراهيم الذي هو هاران الأكبر وكانت آمنت بإبراهيم فحكى الله سبحانه ههنا أنه نجا إبراهيم ولوطا عليهما السلام .

قال المفسرون : والأرض هي أرض الشام ؛ قاله أبيّ وكانا بالعراق وسماها سبحانه مباركة لكثرة خصبها وأشجارها وثمارها وأنهارها ولأنها معادن الأنبياء وأصل بركة ثبوت الخير ، ومنه برك البعير إذا لزم مكانه فلم يبرح وقيل : الأرض المباركة مكة ، وقيل : بيت المقدس لأن منها بعث الله أكثر الأنبياء : وهي أيضا كثيرة الخصب ، والأول أولى لأن إبراهيم خرج من كوثى من أرض العراق ؛ ومعه لوط ، وسارة ، فخرج يلتمس الفرار بدينه والأمان على عبادة ربه حتى نزل حران فمكث بها ما شاء الله ، ثم خرج من حران حتى قدم مصر ، ثم رجع إلى الشام ، فنزل السبع من أرض فلسطين وترك لوطا بالمؤتفكة وهي على مسيرة يوم وليلة من السبع ، فبعثه الله نبيا إلى أهلها وما قرب منها ، ذكره الخازن .

وقد تقدم تفسير { للعالمين } ثم قال سبحانه ممتنا على إبراهيم