الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَنَجَّيۡنَٰهُ وَلُوطًا إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَا لِلۡعَٰلَمِينَ} (71)

وقوله سبحانه : { ونجيناه وَلُوطاً } [ الأنبياء : 71 ] . رُوِيَ أَنَّ إبراهيمَ عليه السلام لما خرج من النار أحضره نمرودُ ، وقال له في بعض قوله : يا إبراهيمُ ، أين جنودُ ربِّك الذي تَزْعُمُ ؟ فقال له عليه السلام : سيريك فِعْلَ أضعفِ جنوده ، فبعث اللَّه تعالى على نمرودَ وأصحابه سحابةً من بعوضٍ فأكلتهم عن آخرهم ودوابَّهُم حتى كانتِ العظام تلوح بيضاءَ ، ودخلت منها بعوضةٌ في رأس نمرودَ ، فكان رأسه يُضْرَبُ بالعيدانِ وغيرِها ، ثم هلك منها ، وخرج إبراهيمُ وابن أخيه لوط عليهما السلام من تلك الأرضِ مهاجرين ، وهي «كُوثى » من العراق ، ومع إبراهيمَ بنتُ عَمِّهِ ، سارَةُ زوجتُه ، وفي تلك السفرة لَقِيَ الجبارَ الذي رام أخذها منه ، واخْتُلِفَ في الأرض التي بُورِكَ فيها ونحا إليها إبراهيم ولوط عليهما السلام ، فقالت فرقة : هي مَكَّةُ ، وقال الجمهور : هي الشام ، فنزل إبراهيم بالسبع من أرض فلسطين ، وهي برية الشام ، ونزل لوط بالموتكفة ، «والنافلة » : العطيَّةُ ، وباقي الآية بَيِّنٌ ، وخبائِثُ قرية لوط هي إتيانُ الذكور ، وتَضَارُطُهُمْ في مجالسهم ، إلى غير ذلك من قبيح أفعالهم .