الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (3)

2

وأخرج ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه أنه كان يقرأ { فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين } قال : يعلمهم الناس .

وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال : كان الله يبعث النبي إلى أمته فيلبث فيهم إلى انقضاء اجله في الدنيا ، ثم يقبضه الله إليه فتقول الأمة من بعده ، أو من شاء الله منهم : إنا على منهاج النبي وسبيله ، فينزل الله بهم البلاء فمن ثبت منهم على ما كان عليه فهو الصادق ، ومن خالف إلى غير ذلك فهو الكاذب .

وأخرج ابن ماجة وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : أول من أظهر إسلامه سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وسمية أم عمار ، وعمار ، وصهيب ، وبلال ، والمقداد ، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب ، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه ، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم ادراع الحديد ، فإنه هانت عليه نفسه في الله ، وهان على قومه ، فأخذوه فأعطوه الولدان ، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول : أحد أحد . . . والله تعالى أعلم .