ثم مثل حال هؤلاء بحال السلف منهم قائلاً { ولقد فتنا الذين من قبلهم } أراد كذلك فعل الله بمن قبلهم لم يتركهم بمجرد قولهم " آمنا " ، بل أمرهم بالطاعات وزجرهم عن المنهيات . وقوله { فليعلمن الله } كقوله { وليعلم الله } [ الآية : 140 ] وقد مر تحقيقه في " آل عمران " . والحاصل أن التجدد يرجع إلى المعلوم لا إلى العالم ولا إلى العلم ، وذلك لأن الأول زماني دون الأخيرين . وأما عبارات المفسرين فقال مقاتل : فيرين الله وليظهرن الله . وقيل : فليميزن ، وجوز جار الله أن يكون وعداً ووعيداً كأنه قال : وليبينن الذي صدقوا وليعاقبن الكاذبين . قال الإمام فخر الدين الرازي : في وقت نزول الآية كانت الحكاية عن قوم قريبي العهد بالإسلام في أول إيجاب التكليف وعن قوم مستديمي الكفر مستمرين عليه ، فقال في حق الأوّلين { الذين صدقوا } بصيغة الفعل المنبئ عن التجدد ، وقال في حق الآخرين { وليعلمن الكاذبين } بالصيغة المنبئة عن الثبات . وإنما قال { يوم ينفع الصادقين صدقهم } [ المائدة : 119 ] بلفظ اسم الفاعل لأن الصدق يومئذ قد يرسخ في قلوب المؤمنين بخلاف أوائل الإِسلام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.