ثم قال تعالى : { ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا } .
أي ولقد اختبرنا الذين من قبل قومك يا محمد ، بإرسال الرسل وبالأذى من المشركين كأذى القبط وفرعون لبني إسرائيل ، فليعلمن الله الذين صدقوا في قولهم إنا مؤمنون وليعلمن الكاذبين في قتيلهم ذلك . وقد كان الله جل ذكره عالما بهم في كل حال/ ، ولكن معناه فليظهرن الله ذلك بالابتلاء والاختبار .
وقيل : المعنى : فليعلمن الله الذين ثبتوا في الحرب من الذين انهزموا فيكون " صدقوا " مأخوذا من الصدق وهو الصلب{[54353]} .
وكذبوا من كذب إذا انهزم{[54354]} .
وذكر أن هذه الآية نزلت في قوم من المسلمين عذبهم المشركون مثل عمار بن ياسر{[54355]} ، وعياش بن أبي{[54356]} ربيعة{[54357]} ، والوليد بن الوليد{[54358]} ، وهشام بن عمار{[54359]} ، وسمية أم عمارة{[54360]} ، وغيرهم ، ففتن بعضهم وصبر بعضهم على الأذى حتى فرج الله عنهم{[54361]} .
وقيل : نزلت في قوم أظهروا الإسلام بمكة وتخلفوا عن الهجرة ، فالفتنة تخلفهم عن الهجرة{[54362]} .
وقال الشعبي{[54363]} : نزلت في قوم أقروا بالإسلام في مكة فكتب إليهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يقبل منكم إقرار بالإسلام حتى تهاجروا ، فخرجوا إلى المدينة فاتبعهم المشركون فردوهم ، فنزلت هذه الآية فيهم ، فكتبوا إليهم أنه قد أنزلت فيكم آية كذا وكذا . . فقالوا : نخرج ، فإن اتبعنا أحد قاتلناه ، فخرجوا فاتبعهم المشركون فقاتلوهم فمنهم من قتل ، ومنهم من نجا فأنزل الله فيهم { ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا }{[54364]} الآية{[54365]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.