محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (3)

{ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي من أتباع الأنبياء عليهم السلام ، بضروب من الفتن من أعدائهم ، كما دون التاريخ اضطهادهم . أي فصبروا وما وهنوا لما أصابهم حتى علت كلمة الله { فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا } أي في قولهم ( آمنا ) { وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } أي فيه : وذلك بالامتحان .

فإن قيل : يتوهم من صيغة الفعل أن علمه حدث ، مع أنه قديم . إذ علمه بالشيء قبل وجوده وبعده ، لا يتغير . يجاب بان الحادث هو تعلق علمه بالمعلوم بعد حدوثه .

وقال الناصر : فائدة . ذكر العلم ها هنا ، وإن كان سابقا على وجود المعلوم هو التنبيه بالسبب على المسبب . وهو الجزاء كأنه قال تعالى ( ليعلمنهم فليجازينهم بحسب علمه فيهم ) .

وقال المهايمي : { فليعلمن الله } أي يظهر علمه عند خلقه بصدق إيمان { الذين صدقوا } فيه ، بدلالة ثباتهم عليه عند المصائب { وليعلمن } أي وليظهر علمه بكذب دعوى { الكاذبين } لئلا يشهدوا عنده بإيمان الكاذبين ، فينسب في تعذيبهم إلى الظلم . وليثق المؤمنون ( . . . ) {[6033]} الصادقين ، ويستظهروا بها ، ويحذروا عن مكر الكاذبين . انتهى .


[6033]:غير واضح في الأصل.