الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۘ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (88)

أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال : لما نزلت { كل من عليها فان } [ الرحمن : 26 ] قالت الملائكة : هلك أهل الأرض ، فلما نزلت { كل نفس ذائقة الموت } [ آل عمران : 18 ] قالت الملائكة : هلك كل نفس ، فلما نزلت { كل شيء هالك إلا وجهه } قالت الملائكة : هلك أهل السماء وأهل الأرض .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما { كل نفس ذائقة الموت } قال : لما نزلت قيل : يا رسول الله فما بال الملائكة ؟ فنزلت { كل شيء هالك إلا وجهه } فبين في هذه الآية فناء الملائكة والثقلين من الجن والإنس وسائر عالم الله ، وبريته من الطير والوحش والسباع والأنعام ، وكل ذي روح أنه هالك ميت .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه { كل شيء هالك إلا وجهه } يعني الحيوان خاصة من أهل السموات والملائكة ومن في الأرض وجميع الحيوان ، ثم تهلك السماء والأرض بعد ذلك ، ولا تهلك الجنة والنار وما فيهما ، ولا العرش ، ولا الكرسي .

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما { كل شيء هالك إلا وجهه } إلا ما يريد به وجهه .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه { كل شيء هالك إلا وجهه } قال : إلا ما أريد به وجهه .

وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن سفيان قال { كل شيء هالك إلا وجهه } قال : إلا ما أريد به وجهه من الأعمال الصالحة .

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التفكر عن ابن عمر رضي الله عنهما . أنه كان إذا أراد أن يتعاهد قلبه ، يأتي الخربة يقف على بابها فينادي بصوت حزين : أين أهلك ؟ ثم يرجع إلى نفسه فيقول { كل شيء هالك إلا وجهه } .

وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت رضي الله عنه قال : لما مات موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام جالت الملائكة عليهم السلام في السموات يقولون : مات موسى عليه السلام فأي نفس لا تموت !