{ وَلَقَدْ فَتَنَّا الذين مِن قَبْلِهِمْ } متَّصلٌ بقوله تعالى { أحسِب } أو بقولِه تعالى { لا يُفتنون } والمعنى أنَّ ذلك سنَّة قديمةٌ مبنية على الحكمِ البالغةِ جاريةٌ فيما بين الأممِ كلَّها فلا ينبغي أنْ يُتوقَّع خلافُها والمعنى أنّ الأممَ الماضيةَ قد أصابَهم من ضروبِ الفتنِ والمحنِ ما هو أشدُّ ممَّا أصاب هؤلاءِ فصبروا كما يُعرِبُ عنه قولُه تعالى : { وَكَأَيّن مّن نَّبِيّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ الله وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا استكانوا } [ سورة آل عمران ، الآية146 ] الآياتِ وعن النبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام : ( قد كان منَ قبلكم يُؤخذ فيوضع المنشارُ على رأسه فيُفرق فرقتينِ ما يصرفُه ذلك عن دينِه ويمشَّط بأمشاطِ الحديدِ ما دون عظمِه من لحمٍ وعصبٍ ما يصرفه ذلكَ عن دينه{[633]} ) { فَلَيَعْلَمَنَّ الله الذين صَدَقُواْ } أي في قولِهم آمنا { وَلَيَعْلَمَنَّ الكاذبين } في ذلك . لترتيبِ ما بعدها على ما يُفصح عنه ما قبلَها من وقوع الامتحانِ ، واللامُ جوابُ القَسَمِ ، والالتفاتُ إلى الاسمِ الجليلِ لإدخال الرَّوعةِ وتربية المهابة . وتكريرُ الجواب لزيادة التَّأكيدِ والتقرير ، أي فوالله ليتعلقن علمُه بالامتحان تعلُّقاً حالياً يتميزُ به الذين صدقُوا في الإيمان الذي أظهروه والذين هم كاذبونَ فيه مستمرَون على الكذب ويترتبُ عليه أجزيتُهم من الثَّواب والعقابِ ، ولذلك قيل : المعنى ليميزن أو ليجازين . وقُرئ وليُعلمنَّ من الإعلامِ أي وليعرِّفنَّهم النَّاسَ أو ليسمنّهم بسِمة يُعرفون بها يومَ القيامة كبياضِ الوجوه وسوادِها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.