قوله تعالى : { كُفْراً } : تمييزٌ منقولٌ من الفاعلية ، والأصلُ : ثم ازداد كفرهُم ، والدالُ الأولى بدلٌ من تاءِ الافتعالِ لوقوعِها بعد الزاي ، كذا أعربه الشيخ ، وفيه نظرٌ ، إذ المعنى على أنه مفعول به ، وذلك أنَّ الفعلَ المتعدِّيَ لاثنين إذا جُعِل مطاوعاً نَقَص مفعولاً ، وهذا من ذاك ، لأن الأصل : زِدْتُ زيداً خيراً فازداده ، وكذلك أصلُ الآية الكريمة ، زادهم الله كفراً فازدادوه .
ولم يُؤْتَ هنا بالفاء داخلةً على " لن " وأتى بها في " لن " الثانيةِ . قيل : لأنَّ الفاءَ مُؤْذِنَةٌ بالاستحقاق بالوصفِ السابق ، لأنه قد صَرَّح بقيدِ موتهم على الكفر بخلافِ " لن " الأولى فإنه لم يُصَرِّح معها به ، فلذلك لم يُؤْتَ بالفاء .
وقرأ عكرمة : " لن نقبل " بنونِ العظمة ، " توبتَهم " بالنصب ، فلذلك قرأ : " فلن نقبل مِنْ أحدِهم ملء " بالنصب .
قوله : { وَأُوْلَئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ } في هذه الجملة ثلاثة أوجه :
أحدها : أن تكونَ في محلِّ رفعٍ عطفاً على خبر إنَّ ، أي : إنَّ الذين كفروا لن تُقْبل توبتُهم وإنهم أولئك هم الضالون .
الثاني : أن تُجْعَلَ معطوفة على الجملة المؤكدة بإن ، وحينئذٍ فلا محلَّ لها من الإِعرابِ لعطفِها على ما لا محلَّ له .
الثالث : وهو أغربُها أن تكونَ الواو للحال ، فالجملة بعدها نصب على الحال ، والمعنى : لن تُقْبَل توبتُهم من الذنوب والحالُ أنهم ضالون ، فالتوبةُ والضلال متنافيان لا يَجْتمعان ، قاله الراغب ، وهو بعيد في التركيب ، وإنْ كانَ قريبَ المعنى . قال الشيخ : " ويَنْبو عن هذا المعنى هذا التركيبُ ، إذ لو أُريد هذا المعنى لم يُؤْتَ باسم الإِشارة " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.