( إن الذين كفروا ) بعيسى ( بعد إيمانهم ) بموسى ( ثم ازدادوا كفرا ) بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ، قال قتادة وعطاء الخراساني والحسن : نزلت في اليهود والنصارى كفروا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد إيمانهم بنعته وصفته ، ثم ازدادوا بإقامتهم على كفرهم كفرا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وقيل ازدادوا كفرا بالذنوب التي اكتسبوها ورجحه ابن جرير الطبري وجعلها في اليهود خاصة .
وقيل نزلت في جميع الكفار ، وذلك إنهم أشركوا بالله بعد إقرارهم بأن الله خلقهم ، ثم ازدادوا كفرا يعني بإقامتهم على الكفر حتى هلكوا ، وقيل زيادة كفرهم هو قولهم نتربص بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ريب المنون ، وقيل نزلت في أحد عشر رجلا من أصحاب الحارث بن سويد الذين ارتدوا عن الإسلام ، فلما رجع الحارث أقاموا على كفرهم بمكة .
وقد استشكل جماعة من المفسرين قوله تعالى ( لن تقبل توبتهم ) مع كون التوبة مقبولة كما في الآية الأولى وكما في قوله تعالى ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ) وغير ذلك فقيل المعنى لن تقبل توبتهم عند الموت ، قال النحاس وهذا قول حسن كما قال تعالى ( وليست التوبة للذين يعملون السيآت حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ) وبه قال الحسن وقتادة وعطاء والسدي ، ومنه حديث : " إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر{[344]} " .
وقيل المعنى لن تقبل توبتهم التي كانوا عليها قبل أن يكفروا لأن الكفر أحبطها ، وقيل لن تقبل توبتهم إذا تابوا من كفر إلى كفر آخر ، وقال ابن عباس إنهم الذين ارتدوا وعزموا على إظهار التوبة لستر أحوالهم ، والكفر في ضمائرهم .
وقال أبو العالية : هم قوم تابوا من ذنوب عملوها في حال الشرك ، ولم يتوبوا من الشرك ، وقال مجاهد : لن تقبل توبتهم إذا ماتوا على الكفر ، وقال ابن جرير : هو الازدياد على الكفر بعد الكفر لا يقبل الله منه توبة ما أقام على كفره .
( وأولئك هم الضالون ) أي هم الذين ضلوا عن سبيل الحق وأخطؤوا منهاجه والمراد هؤلاء الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا ، والأولى أن يحمل عدم قبول التوبة في هذه الآية على من مات كافرا غير تائب ، فكأنه عبر عن الموت على الكفر بعدم قبول التوبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.