الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَوۡ شِئۡنَا لَأٓتَيۡنَا كُلَّ نَفۡسٍ هُدَىٰهَا وَلَٰكِنۡ حَقَّ ٱلۡقَوۡلُ مِنِّي لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِينَ} (13)

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا } قال : أبصروا حين لم ينفعهم البصر ، وسمعوا حين لم ينفعهم السمع . وفي قوله { ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها } قال : لو شاء الله لهدى الناس جميعاً ، ولو شاء الله أنزل عليهم من السماء آية { فظلت أعناقهم لها خاضعين } [ الشعراء : 4 ] .

وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « إن الله يعتذر إلى آدم يوم القيامة بثلاثة معاذير . يقول : يا آدم لولا أني لعنت الكذابين ، وأبغض الكذب والخلف ، وأعذب عليه لرحمت اليوم ذريتك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب ، ولكن حق القول مني لمن كذب رسلي ، وعصى أمري { لأملأن جهنم منكم أجمعين } [ الأعراف : 18 ] ويقول : يا آدم إني لا أدخل أحداً من ذريتك النار ، ولا أعذب أحداً منهم بالنار إلا من قد علمت في سابق علمي أني لو رددته إلى الدنيا لعاد إلى شر مما كان فيه لم يراجع ولم يعتب ، ويقول له : يا آدم قد جعلتك اليوم حكماً بيني وبين ذريتك ، قم عند الميزان ، فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم ، فمن رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة ، فله الجنة حتى تعلم أني لا أدخل النار اليوم منهم إلا ظالماً » .