ثم قال تعالى : { ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها } أي : رشدها وتوفيقها إلى الإيمان ، وهذا مثل قوله : { لهدى الناس جميعا } {[55098]} و{ لجعل الناس أمة واحدة } {[55099]} .
{ ولكن حق القول مني } أي : وجب العذاب مني .
{ لأملأن جهنم من الجنة والناس } يعني : من أهل الكفر والمعاصي .
وروى ابن وهب وابن القاسم {[55100]} عن مالك أنه قال : سألني رجل أمس عن القدر ؟ فقلت له : نعم قال الله عز وجل {[55101]} في كتابه { ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها } إلى ( قوله ) {[55102]} : { أجمعين } {[55103]} حقت كلمة ربك لأملأن {[55104]} جهنم منهم ، فلا بد أن يكون ما قال :
قال قتادة : لو شاء الله لهدى الناس جميعا ، لو شاء لأنزل عليهم آية من السماء تضطرهم إلى الإيمان {[55105]} . فالمعنى : لو شئنا لأعطينا كل إنسان توفيقا يهتدي إلى الإيمان في الدنيا .
وقيل المعنى : لوشئنا لرددناهم إلى الدنيا كما سألوا فيعلموا بالطاعة . ولكن حق القول مني لأعذبن من عصاني . وقد علم الله أنهم لو ردوا لعادوا إلى كفرهم كما قال في " الأنعام " {[55106]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.