{ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا } أي تقواها { وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي } أي في القضاء السابق { لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } أي سبق القول حيث قلت لإبليس ، عند قوله {[6107]} : { لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين } {[6108]} { فالحق والحق أقول * لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين } أي فبموجب ذلك القول لم نشأ إعطاء الهدى على العموم . بل منعناه من أتباع إبليس الذين هؤلاء من جملتهم حيث صرفوا اختيارهم إلى الغي والفساد . ومشيئته تعالى لأفعال العباد منوطة باختيارهم إياها . فلما لم يختاروا الهدى ، واختاروا الضلالة ، لم يشأ إعطاءه لهم . وإنما آتاه الذين اختاروه من النفوس البرة ، وهم المعنيون بما سيأتي من قوله تعالى {[6109]} : { إنما يؤمن بآياتنا } الآية . فيكون مناط عدم مشيئة إعطاء الهدى ، في الحقيقة ، سوء اختيارهم ، لا تحقق القول . أفاده أبو السعود .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.