الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَئِن جَآءَهُمۡ نَذِيرٞ لَّيَكُونُنَّ أَهۡدَىٰ مِنۡ إِحۡدَى ٱلۡأُمَمِۖ فَلَمَّا جَآءَهُمۡ نَذِيرٞ مَّا زَادَهُمۡ إِلَّا نُفُورًا} (42)

أخرج ابن أبي حاتم عن أبي هلال أنه بلغه أن قريشاً كانت تقول : إن الله بعث منا نبياً ما كانت أمة من الأمم أطوع لخالقها ، ولا أسمع لنبيها ، ولا أشد تمسكاً بكتابها منا . فأنزل الله { لو أن عندنا ذكراً من الأولين } [ الصافات : 168 ] { ولو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم } [ الأنعام : 157 ] { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم } وكانت اليهود تستفتح به على الأنصار فيقولون : إنا نجد نبياً يخرج .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { فلما جاءهم نذير } قال : هو محمد صلى الله عليه وسلم { ما زادهم إلا نفوراً ، استكباراً في الأرض ومكر السيئ } وهو الشرك { ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله } أي الشرك { فهل ينظرون إلا سنة الأولين } قال : عقوبة الأولين .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله { وأقسموا بالله جهد أيمانهم } قال : قريش { ليكونن أهدى من إحدى الأمم } قال : أهل الكتاب . وفي قوله تعالى { ومكر السيئ } قال : الشرك .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال : ثلاث من فعلهن لم ينج حتى ينزل به : من مكر ، أو بغي ، أو نكث . ثم قرأ { ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله } { يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم } [ يونس : 23 ] ، { فمن نكث فإنما ينكث على نفسه } [ الفتح : 10 ] .