الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَئِن جَآءَهُمۡ نَذِيرٞ لَّيَكُونُنَّ أَهۡدَىٰ مِنۡ إِحۡدَى ٱلۡأُمَمِۖ فَلَمَّا جَآءَهُمۡ نَذِيرٞ مَّا زَادَهُمۡ إِلَّا نُفُورًا} (42)

" وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن اهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا استكبارا في الأرض ومكر السي ولا يحيق المكر الئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شئ في السموات ولا في ألأرض إنه كان عليما قديرا " بلغ قريشا قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم فقالوا : لعن الله اليهود والنصارى أتتهم الرسل فكذبوهم فوالله لئن أتانا رسول لنكونن أهدى من إحدى الأمم فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبوه . وفي " إحدى الأمم " وجهان أحدهما : من بعض الأمم ومن واحدة من الأمم من اليهود والنصارى وغيرهم . والثاني : من الأمة التي يقال لها إحدى الأمم تفصيلا لها على غيرها في الهدى والاستقامة " ما زادهم " اسناد مجازي لأنه هو لسبب في أنزادوا أنفسهم . نفورا عن الحق وابتعادا عنه كقوله تعالى : " فزادتهم رجسا إلى رجسهم " التوبة : 125 .