تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَئِن جَآءَهُمۡ نَذِيرٞ لَّيَكُونُنَّ أَهۡدَىٰ مِنۡ إِحۡدَى ٱلۡأُمَمِۖ فَلَمَّا جَآءَهُمۡ نَذِيرٞ مَّا زَادَهُمۡ إِلَّا نُفُورًا} (42)

{ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا( 42 ) استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا( 43 ) أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا ( 44 )ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء اجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا( 45 ) }

المفردات :

جهد أيمانهم : طاقتها وغايتها .

نذير : نهى يبلغهم ويخوفهم .

أهدى من إحدى الأمم : أهدى من كل واحدة من أمتي اليهود والنصارى وغيرهما .

نفورا : إعراضا وتباعدا عن الحق .

42

التفسير :

{ وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا }

كانت العرب تسمع عن أعمال اليهود مع أنبيائهم حيث كذبوهم وقتلوا بعضهم وحرفوا التوراة واعتدوا في السبت فأقسموا بالله وبالغوا في القسم واجتهدوا أن يأتو به على بالغ ما في وسعهم من جهد ، لئن جاءهم رسول كما جاء اليهود والنصارى ، ومن أية أمة بلغت من الطاعة والهداية وحسن الإتباع أن يقال فيها واحدة الأمم تفضيلا لها على غيرها فلما جاءهم النذير وهو محمد صلى الله عليه وسلم يدعوهم للإيمان ويحذرهم وينذرهم عذاب الله إن كذبوا وكفروا به وأعرضوا عنه وما زادتهم دعوته وهداياته إلا نفورا من الإسلام وإعراضا عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .