الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَئِن جَآءَهُمۡ نَذِيرٞ لَّيَكُونُنَّ أَهۡدَىٰ مِنۡ إِحۡدَى ٱلۡأُمَمِۖ فَلَمَّا جَآءَهُمۡ نَذِيرٞ مَّا زَادَهُمۡ إِلَّا نُفُورًا} (42)

قوله : { لَّيَكُونُنَّ } : جوابٌ للقسمِ المقدَّرِ . والكلامُ فيه كما تقدَّم وقوله : " لَئِنْ جاءَهم " حكايةٌ لمعنى كلامِهم لا للفظِه ، إذ لو كان كذلك لكان التركيبُ : لَئِنْ جاءَنا لنَكونُنَّ .

قوله : { مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ } أي : من الأمَّةِ التي يُقال فيها : هي إحدى الأمم ، تفضيلاً لها . كقولِهم : هو أحدُ الأَحَدَيْن . قال :

3772 حتى استثارُوا بيَ إحدى الإِحَدِ *** لَيْثاً هِزَبْراً ذا سلاحٍ مُعْتَدِيْ

قوله : " ما زادَهم " جوابُ " لَمَّا " . وفيه دليلٌ على أنها حرفٌ لا ظرفٌ ؛ إذ لا يعملُ ما بعد " ما " النافيةِ فيما قبلها . وتقدَّمَتْ له نظائرُ . وإسنادُ الزيادةِ للنذير مجازٌ ؛ لأنه سببٌ في ذلك ، كقولِه : { فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ } [ التوبة : 125 ] .