الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ} (78)

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وضرب لنا مثلاً . . . } قال : أُبيّ بن خلف : جاء بعظم فقال : يا محمد أتعدنا أنا إذا متنا . فكنا مثل هذا العظم البالي في يده ، ففته وقال : من يحيينا إذا كنا مثل هذا ؟

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وضرب لنا مثلاً . . . } قال : نزلت في أُبيّ بن خلف جاء بعظم نخر ، فجعل يذره في الريح فقال : أنّى يحيي الله هذا ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم . يحيي الله هذا ، ويدخلك النار » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { أولم ير الإِنسان أنا خلقناه من نطفة } قال : « نزلت في أُبيّ بن خلف ؛ أتى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عظم قد دثر ، فجعل يفته بين أصابعه ويقول : يا محمد أنت الذي تحدث أن هذا سيحيا بعد ما قد بلى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم . ليميتن الآخر ، ثم ليحيينه ، ثم ليدخلنه النار " .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال : " جاء أُبيّ بن خلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده عظم حائل ، فقال : يا محمد أني يحيي الله هذا ؟ فأنزل الله { وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه } فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خلقها قبل أن تكون أعجب من إحيائها وقد كانت " .