البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ} (78)

الرميم : البالي المفتت .

{ وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه } : أي نشأته من النطفة ، فذهل عنها وترك ذكرها على طريق اللدد والمكابرة والاستبعاد لما لا يستبعد .

وقرأ زيد بن علي : ونسي خالقه ، اسم فاعل ؛ والجمهور : خلقه ، أي نشأته .

وسمى قوله : { من يحيي العظام وهي رميم } لما دل عليه من قصة عجيبة شبيهة بالمثل ، وهي إنكار قدرة الله على إحياء الموتى ، كما هم عاجزون عن ذلك .

وقال الزمخشري : والرميم اسم لما بلى من العظام غير صفة ، كالرمة والرفاة ، فلا يقال : لم لم يؤنث ؟ وقد وقع خبراً لمؤنث ، ولا هو فعيل أو مفعول . انتهى .