الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ} (78)

وفي هذا نزلت : { وضرب لنا مثلا ونسي خلقه {[56967]} }77 إلى آخر السورة82 .

قال ابن عباس : جاء أبي بن خلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعظم حائل بال فكسره وفته بيده ، ثم قال : يا محمد ، كيف يبعث الله هذا وهو رميم {[56968]} ؟ فقال له {[56969]} النبي صلى الله عليه وسلم {[56970]} : " يبعث الله هذا ثم يميتك ثم يدخلك جهنم {[56971]} " {[56972]} .

وكذلك ذكر ابن جبير في {[56973]} العاصي بن وائل {[56974]} .

وروى ابن وهب : أن الذي قال ذلك هو أبي بن خلف الجمحي {[56975]} . وهو الذي قتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده فمات من طعنة رسول الله {[56976]} بالحربة بعد أن رجع إلى مكة .

وعن ابن عباس : أنه عبد الله بن أبي {[56977]} . والسورة مكية وعبد الله بن أبي لم [ يكن بمكة إنما كان بالمدينة ، فأبي بن خلف أشبه به لأنه بمكة ] {[56978]} كان معاندا للنبي صلى الله عليه وسلم .

فالمعنى : ألم ير هذا الذي قال : من يحيي العظام وهي رميم أنا خلقناه من نطفة وهي أضعف من العظم ، فسويناه بشرا سويا ، فيعلم أن من فعل هذا قادر على إحياء العظام بعد كونها رميما .

وقوله : { فإذا خوصميم مبين } أي : ذو خصومة لربه {[56979]} ، يخاصمه فيما قال له ربه {[56980]} إني {[56981]} فاعله فينكره .

ثم قال : [ تعالى : { وضرب لنا مثلا ونسي خلقه } ] {[56982]} .

أي : ضرب {[56983]} مثلا بالعظم الرميم ، فقال من يحييه ؟ وأنكر إحياءه ونسي أنه خلق من نطفة من ماء معين حقير ، فجعله الله {[56984]} بشرا سويا ناطقا .


[56967]:ساقط من ب
[56968]:ساقط من ب
[56969]:مثبت في طرة ب
[56970]:ساقط من ب
[56971]:لفظ الحديث في ب: "الله يحييك ثم يميتك ثم يحييك ثم يدخلك جهنم"
[56972]:أورده ابن حجر في المطالب العالية: كتاب التفسير تفسير سورة يس 3710 والطبري في جامع البيان 23/31، والسيوطي في الدر المنثور 7/74
[56973]:ب: "أن" وهو خطأ
[56974]:انظر: تفسير ابن كثير 3/582
[56975]:انظر: البحر المحيط 7/348
[56976]:ب: "رسول الله صلى الله عليه وسلم"
[56977]:انظر: جامع البيان 23/31 والمحرر الوجيز 13/216 والدر المنثور 7/74 وفتح القدير 4/384
[56978]:ما بين المعقوقين ساقط من ب
[56979]:ب: "لربه عز وجل"
[56980]:ب: "ربه سبحانه"
[56981]:ب: "أنا"
[56982]:ما بين المعقوقين ساقط من ب
[56983]:ب: "وضرب"
[56984]:ب: "الله عز وجل"