الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{دَرَجَٰتٖ مِّنۡهُ وَمَغۡفِرَةٗ وَرَحۡمَةٗۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمًا} (96)

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة { درجات منه ومغفرة ورحمة } قال : كان يقال : الإسلام درجة ، والهجرة درجة في الإسلام ، والجهاد في الهجرة درجة ، والقتل في الجهاد درجة .

وأخرج ابن جرير عن ابن وهب قال : سألت ابن زيد عن قول الله تعالى { وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه } الدرجات هي السبع التي ذكرها في سورة براءة ( ما كان لأهل المدينة ومن حولهم أن يتخلفوا عن رسول الله ، ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ، ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ، ولا نصب ) فقرأ حتى بلغ ( أحسن ما كانوا يعملون ) ( التوبة الآية 120 - 121 ) قال : هذه السبع درجات ؟ قال : كان أول شيء فكانت درجة الجهاد مجملة ، فكان الذي جاهد بماله له اسم في هذه ، فلما جاءت هذه الدرجات بالتفضيل أخرج منها ولم يكن له منها إلا النفقة فقرأ ( لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ) ( التوبة الآية 120 ) وقال : ليس هذا لصاحب النفقة ، ثم قرأ ( ولا ينفقون نفقة ) قال : وهذه نفقة القاعد .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن محيريز في قوله { وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات } قال : الدرجات سبعون درجة ، ما بين الدرجتين عدو الجواد المضمر سبعون سنة .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن أبي مجلز في قوله { وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات } قال : بلغني أنها سبعون درجة ، بين كل درجتين سبعون عاما للجواد المضمر .

وأخرج ابن المنذر عن قتادة في قوله { درجات منه ومغفرة ورحمة } قال : ذكر لنا أن معاذ بن جبل كان يقول : إن للقتيل في سبيل الله ست خصال من خير : أول دفعة من دمه يكفر بها عنه ذنوبه ، ويحلى عليه حلة الإيمان ، ثم يفوز من العذاب ، ثم يأمن من الفزع الأكبر ، ثم يسكن الجنة ، ويزوج من الحور العين .

وأخرج البخاري والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة " .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ، كل درجتين بينهما كما بين السماء والأرض " .

وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي والحاكم عن أبي سعيد . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا ، وجبت له الجنة . عجب لها أبو سعيد فقال : أعدها علي يا رسول الله . فأعادها عليه ثم قال : وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض . قال : وما هي يا رسول الله ؟ قال : الجهاد في سبيل الله " .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من بلغ بسهم في سبيل الله فله درجة . فقال رجل : يا رسول الله وما الدرجة ؟ قال : أما إنها ليست بعتبة أمك ، ما بين الدرجتين مائة عام " .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن عبادة بن الصامت . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين منها كما بين السماء والأرض " .

وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي مالك قال : كان يقال : الجنة مائة درجة ، بين كل درجتين كما بين السماء إلى الأرض ، فيهن الياقوت والخيل ، في كل درجة أمير يرون له الفضل والسؤدد .