أخرج ابن سعد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والبغوي في معجمه والبيهقي في سننه عن البراء بن عازب قال : لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ادع فلانا . وفي لفظ : ادع زيدا ، فجاء ومعه الدواة واللوح والكتف ، فقال : اكتب { لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله } وخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم ، فقال : يا رسول الله إني ضرير ؟ ! فنزلت مكانها { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله } " .
وأخرج ابن سعد وأحمد وعبد بن حميد والبخاري وأبو داود والترمذي وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم في الدلائل والبيهقي من طريق ابن شهاب قال : " حدثني سهل بن سعد الساعدي أن مروان بن الحكم أخبره : أن زيد بن ثابت أخبره : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه { لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله } فجاء ابن أم مكتوم وهو يمليها علي فقال : يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت - وكان أعمى - فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفخذه على فخذي ، فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي ، ثم سري عنه ، فأنزل الله { غير أولي الضرر } قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح قال : وفي هذا الحديث رواية رجل من الصحابة وهو سهل بن سعد عن رجل من التابعين وهو مروان بن الحكم ، لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم " .
وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وأحمد وأبو داود وابن المنذر وابن الأنباري والطبراني والحاكم وصححه من طريق خارجة بن زيد بن ثابت عن زيد بن ثابت قال : " كنت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغشيته السكينة ، فوقعت فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي ، فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم سري عنه : فقال : اكتب . فكتبت في كتف { لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله } إلى آخر الآية . فقال ابن أم مكتوم - وكان رجلا أعمى - لما سمع فضل المجاهدين : يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين ؟ فلما قضى كلامه غشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم السكينة ، فوقعت فخذه على فخذي ، فوجدت ثقلها في المرة الثانية كما وجدت في المرة الأولى ، ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اقرأ يا زيد . فقرأت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اكتب { غير أولي الضرر . . . } الآية . قال زيد : أنزلها الله وحدها فألحقتها ، والذي نفسي بيده لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع في كتف " .
وأخرج ابن فهر في كتاب الفضائل مالك وابن عساكر من طريق عبد الله بن رافع قال : قدم هارون الرشيد المدينة ، فوجه البرمكي إلى مالك وقال له : احمل إلي الكتاب الذي صنفته حتى أسمعه منك . فقال للبرمكي : أقرئه السلام وقل له : إن العلم يزار ولا يزور ، وإن العلم يؤتى ولا يأتي . فرجع البرمكي إلى هارون فقال له : يا أمير المؤمنين يبلغ أهل العراق أنك وجهت إلى مالك فخالفك ، اعزم عليه حتى يأتيك ، فإذا بمالك قد دخل وليس معه كتاب ، وأتاه مسلما فقال : يا أمير المؤمنين إن الله جعلك في هذا الموضع لعلمك فلا تكن أنت أول من يضع العلم فيضعك الله ، ولقد رأيت من ليس في حسبك ولا بيتك يعز هذا العلم ويجله فأنت أحرى أن تعز وتجل علم ابن عمك ، ولم يزل يعدد عليه من ذلك حتى بكى هارون ثم قال : أخبرني الزهري عن خارجة بن زيد قال : قال زيد بن ثابت : " كنت أكتب بيد يدي النبي صلى الله عليه وسلم في كتف { لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون } وابن أم مكتوم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله قد أنزل الله في فضل الجهاد ما أنزل ، وأنا رجل ضرير فهل لي من رخصة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا أدري . . . قال زيد بن ثابت : وقلمي رطب ما جف حتى غشي النبي صلى الله عليه وسلم الوحي ، ووقع فخذه على فخذي حتى كادت تدق من ثقل الوحي ، ثم جلى عنه فقال لي : اكتب يا زيد { غير أولي الضرر } فيا أمير المؤمنين حرف واحد بعث به جبريل والملائكة عليهم السلام من مسيرة خمسين ألف عام حتى أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلا ينبغي لي أن أعزه وأجله . . . ؟ ! " .
وأخرج الترمذي وحسنه النسائي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه من طريق مقسم عن ابن عباس " أنه قال { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } عن بدر والخارجين إلى بدر ، لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش ، وابن أم مكتوم : إنا أعميان يا رسول الله فهل لنا رخصة ؟ فنزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } وفضل الله المجاهدين على القاعدين درجة ، فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر { فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما } درجات منه على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر " .
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق مقسم عن ابن عباس أنه قال { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } عن بدر والخارجين إليها .
وأخرج ابن جرير والطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات عن زيد بن أرقم قال : " لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله } جاء ابن أم مكتوم فقال : يا رسول الله أما لي من رخصة ؟ قال : لا . قال : اللهم إني ضرير فرخص لي . فأنزل الله { غير أولي الضرر } فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابتها " .
وأخرج عبد بن حميد والبزار وأبو يعلى وابن حبان والطبراني عن الفلتان بن عاصم قال : " كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل عليه ، وكان إذا أنزل عليه دام بصره ، مفتوحة عيناه ، وفرغ سمعه وقلبه ، لما يأتيه من الله قال : فكنا نعرف ذلك منه . فقال للكاتب : اكتب { لا يستوي القاعدون والمجاهدون في سبيل الله } فقام الأعمى فقال : يا رسول الله ما ذنبنا ؟ فأنزل الله ، فقلنا للأعمى : إنه ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم ، فخاف أن يكون ينزل عليه شيء في أمره ، فبقي قائما يقول : أعوذ بغضب رسول الله فقال للكاتب : اكتب { غير أولي الضرر } " .
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس { لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله } فسمع بذلك عبد الله بن أم مكتوم الأعمى ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا رسول الله قد أنزل الله في الجهاد ما قد علمت ، وأنا رجل ضرير البصر لا أستطيع الجهاد فهل لي من رخصة عند الله إن قعدت ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أمرت في شأنك بشيء ، وما أدري هل يكون لك ولأصحابك من رخصة . فقال ابن أم مكتوم : اللهم إني أنشدك بصري . فأنزل الله { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } .
وأخرج عبد بن حميد والطبراني والبيهقي من طريق أبي نضرة عن ابن عباس في الآية قال : نزلت في قوم كانت تشغلهم أمراض وأوجاع ، فأنزل الله عذرهم من السماء .
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن أنس بن مالك قال : نزلت هذه الآية في ابن أم مكتوم { غير أولي الضرر } لقد رأيته في بعض مشاهد المسلمين معه اللواء .
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن عبد الله بن شداد قال : " لما نزلت هذه الآية { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } قام ابن أم مكتوم فقال : يا رسول الله إني ضرير كما ترى ؟ فأنزل الله { غير أولي الضرر } " .
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال : " ذكر لنا أنه لما نزلت هذه الآية قال عبد الله بن أم مكتوم : يا نبي الله عذري ؟ فأنزل الله { غير أولي الضرر } " .
وأخرج ابن جرير عن سعيد قال : " نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين . . . والمجاهدين في سبيل الله } فقال رجل أعمى : يا نبي الله فإني أحب الجهاد ولا أستطيع أن أجاهد . فنزلت { غير أولي الضرر } " .
وأخرج ابن جرير عن السدي قال : " لما نزلت هذه الآية قال ابن أم مكتوم : يا رسول الله إني أعمى ولا أطيق الجهاد . فأنزل الله فيه { غير أولي الضرر } " .
وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير من طريق زياد بن فياض عن أبي عبد الرحمن قال : لما نزلت { لا يستوي القاعدون } قال عمرو بن أم مكتوم : يا رب ابتليتني فكيف أصنع ؟ فنزلت { غير أولي الضرر } .
وأخرج ابن سعد وابن المنذر من طريق ثابت عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال : لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله } قال ابن أم مكتوم : أي رب أين عذري ، أي رب أين عذري ؟ فنزلت { غير أولي الضرر } فوضعت بينها وبين الأخرى ، فكان بعد ذلك يغزو ويقول : ادفعوا إلي اللواء ، وأقيموني بين الصفين فإني لن أفر .
وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال : نزلت في ابن أم مكتوم أربع آيات { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } ونزل فيه ( ليس على الأعمى حرج ) ( النور الآية 61 ) ونزل فيه ( فإنها لا تعمى الأبصار . . . ) ( الحج الآية 16 ) الآية . ونزل فيه ( عبس وتولى ) ( عبس الآية 1 ) فدعا به النبي صلى الله عليه وسلم ، فأدناه وقربه وقال : " أنت الذي عاتبني فيك ربي " .
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال : لا يستوي في الفضل القاعد عن العدو والمجاهد درجة يعني فضيلة { وكلا } يعني المجاهد والقاعد المعذور { وفضل الله المجاهدين على القاعدين } الذين لا عذر لهم { أجرا عظيما درجات } يعني فضائل { وكان الله غفورا رحيما } بفضل سبعين درجة .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله { غير أولي الضرر } قال : أهل العذر .
واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله { فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة } قال : على أهل الضرر .
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة { وكلا وعد الله الحسنى } أي الجنة والله يؤتي كل ذي فضل فضله .
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج { وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه ومغفرة } قال على القاعدين من المؤمنين { غير أولي الضرر } .