الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيۡكَ إِعۡرَاضُهُمۡ فَإِنِ ٱسۡتَطَعۡتَ أَن تَبۡتَغِيَ نَفَقٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ سُلَّمٗا فِي ٱلسَّمَآءِ فَتَأۡتِيَهُم بِـَٔايَةٖۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمۡ عَلَى ٱلۡهُدَىٰۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ} (35)

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله { وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض } والنفق السرب فتذهب فيه فتأتيهم بآية ، أو تجعل لهم سلماً { في السماء } فتصعد عليه { فتأتيهم بآية } أفضل مما أتيناهم به فافعل { ولو شاء الله لجمعهم على الهدى } يقول الله سبحانه : لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { نفقاً في الأرض } قال : سرباً { أو سلماً في السماء } قال : يعني الدرج .

وأخرج الطستي عن ابن عباس . أن نافع بن الأزرق قال له : اخبرني عن قوله تعالى { تبتغي نفقاً في الأرض } قال : سرباً في الأرض فتذهب هرباً . قال : وهل تعرب العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت عدي بن زيد وهو يقول :

فدس لها على الإنفاق عمرو *** بشكته وما خشيت كمينا