الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيۡكَ إِعۡرَاضُهُمۡ فَإِنِ ٱسۡتَطَعۡتَ أَن تَبۡتَغِيَ نَفَقٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ سُلَّمٗا فِي ٱلسَّمَآءِ فَتَأۡتِيَهُم بِـَٔايَةٖۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمۡ عَلَى ٱلۡهُدَىٰۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ} (35)

{ وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ } قال الكلبي : قال الحرث بن عامر : يا محمد إئتنا بآية كما كانت الأنبياء تأتي بها فإن أتيت بها آمنا بك وصدقناك ، فأبى اللّه أن يأتيهم بها فأعرضوا عنه وكبر عليه صلى الله عليه وسلم فأنزل اللّه عز وجل { وَإِن كَانَ كَبُرَ } عظم وضاق { عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ } عنك { فَإِن اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ } تطلب وتتخذ { نَفَقاً } سرباً { فِي الأَرْضِ } مثل نافقا اليربوع وهو أحد حجرته فيذهب فيه { أَوْ سُلَّماً } درجاً ومصعداً إليّ { فِي السَّمَآءِ } يصعد فيه .

قال الزجاج : السلم من السلامة وهو الذي يسلمك إلى مصعدك { فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ } فافعل { وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى } فآمنوا كلّهم { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ } أن يؤمن بك بعضهم دون بعض وإن اللّه لو شاء لجمعهم على الهدى ، وإن من يكفر إنما يكفر بسائر علمه فيه .