الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيۡكَ إِعۡرَاضُهُمۡ فَإِنِ ٱسۡتَطَعۡتَ أَن تَبۡتَغِيَ نَفَقٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ سُلَّمٗا فِي ٱلسَّمَآءِ فَتَأۡتِيَهُم بِـَٔايَةٖۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمۡ عَلَى ٱلۡهُدَىٰۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ} (35)

قوله : { وإن كان كبر عليك إعراضهم } الآية [ 36 ] .

المعنى : وإن كان يا محمد عظم عليك إعراض هؤلاء المشركين عنك وعن تصديقك ، فلم تصبر ، فعظم عليك أن يعرضوا{[19711]} إذ{[19712]} سألوا أن تنزل عليهم ملكا{[19713]} ، { فإن استطعت تبتغي نفقا في الأرض } أي : سربا فتذهب فيه ، { أو سلما في السماء } تصعد فيه ، - ( في ) بمعنى ( إلى ) - ، { فتاتيهم بآية } ، فافعل{[19714]} .

( و ){[19715]} السلم : المصعد وهو مشتق من السلامة ، كأنه يسلمك{[19716]} إلى الموضع الذي تريد{[19717]} . وجواب الشرط هنا محذوف ، المعنى : فافعل ذلك{[19718]} .

قوله : { ولو شاء الله لجمعهم على الهدى }{[19719]} .

أي على كلمة الحق ، لفعل{[19720]} ، ولكنه لم يفعل لسابق علمه فيهم أنه يهدي{[19721]} من يشاء ويضل من يشاء ، فليس الاهتداء بفعل للعبد ، بل هو لله ، يوفق من يشاء ويخذل من يشاء{[19722]} .

{ فلا تكونن من الجاهلين } أي : ممن لا يعلم أن الله لو شاء لجمع{[19723]} على الهدى جميع خلقه{[19724]} . وهذا يدل على رد ( قول ){[19725]} من زعم أن ليس عند الله لطف يوفق به الكافر حتى يؤمن{[19726]} .

وقيل : معنى الخطاب لأمة محمد ، والمعنى : فلا تكونوا من الجاهلين{[19727]} . ومثله في القرآن كثير .


[19711]:ج: يغرضوا.
[19712]:مطموسة في أ. د: إذا.
[19713]:ج د: ملك. وانظر: معاني الزجاج 2/243.
[19714]:انظر: تفسير الطبري 11/336، 337.
[19715]:ساقطة من ب.
[19716]:مطموسة ومخرومة في أ. ج: يسلك. د: يسئلك.
[19717]:انظر: معاني الزجاج 244.
[19718]:كلها مطموسة. انظر: معاني الفراء 1/331، ومعاني الأخفش 448، وتفسير الطبري 11/338، ومعاني الزجاج 2/244، وإعراب ابن الأنباري 1/320، وإعراب العكبري 492.
[19719]:كلها مطموسة مع بعض الخرم.
[19720]:مخرومة في أ. ب: افعل.
[19721]:ب: يهد.
[19722]:انظر: تفسير الطبري 11/339.
[19723]:ج د: لجمعهم.
[19724]:انظر: تفسير الطبري 11/339، 340.
[19725]:ساقطة م ج د.
[19726]:انظر: تفسير الطبري 11/339، 340.
[19727]:قال في المحرر 6/44 بعدما حكاه عن مكي والمهدوي: (وهذا ضعيف لا يقتضيه اللفظ). وانظر: أحكام القرطبي 6/418، وفي تفسير البحر 4/116، قول مكي والمهدوي ورد ابن عطية له.