معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيۡكَ إِعۡرَاضُهُمۡ فَإِنِ ٱسۡتَطَعۡتَ أَن تَبۡتَغِيَ نَفَقٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَوۡ سُلَّمٗا فِي ٱلسَّمَآءِ فَتَأۡتِيَهُم بِـَٔايَةٖۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمۡ عَلَى ٱلۡهُدَىٰۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ} (35)

وقوله : { فَإِن اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّما فِي السَّماء فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ . . . }

فافعل ، مضمَرة ، بذلك جاء التفسير ، وذلك معناه . وإنما تفعله العرب في كل موضع يُعرف فيه معنى الجواب ؛ ألا ترى أنك تقول للرجل : إن استطعت أن تتصدق ، إن رأيت أن تقوم مَعَنا ، بترك الجواب ؛ لمعرفتك بمعرفته به . فإذا جاء ما لا يُعرف جوابه إلا بظهوره أظهرته ؛ كقولك للرجل : إن تقم تُصِب خيرا ، لا بدّ في هذا من جواب ؛ لأن معناه لا يُعرف إذا طُرح .