الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَأَنذِرۡ بِهِ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحۡشَرُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ لَيۡسَ لَهُم مِّن دُونِهِۦ وَلِيّٞ وَلَا شَفِيعٞ لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ} (51)

أخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن مسعود قال « مر الملأ من قريش على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده صهيب ، وعمار ، وبلال ، وخباب ، ونحوهم من ضعفاء المسلمين ، فقالوا : يا محمد أرضيت بهؤلاء من قومك منّ الله عليهم من بيننا ، أو نحن نكون تبعاً لهؤلاء ؟ أطردهم عنك فلعلك إن طردتهم أن نتبعك . فأنزل فيهم القرآن { وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم } إلى قوله { والله أعلم بالظالمين } .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال » مشى عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وقرظة بن عبد ، عمر ، وابن نوفل ، والحارث بن عامر بن نوفل ، ومطعم بن عدي بن الخيار بن نوفل ، في أشراف الكفار من عبد مناف إلى أبي طالب فقالوا : لو أن ابن أخيك طرد عنا هؤلاء الأعبد فإنهم عبيدنا وعسفاؤنا كان أعظم له في صدورنا ، وأطوع له عندنا ، وأدنى لاتباعنا إياه وتصديقه ، فذكر ذلك أبو طالب للنبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر بن الخطاب : لو فلعت يا رسول الله حتى ننظر ما يريدون بقولهم وما يصيرون إليه من أمرهم ، فأنزل الله { وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم } إلى قوله { أليس الله بأعلم بالشاكرين } قالوا : وكانوا بلالاً ، وعمار بن ياسر ، وسالماً مولى أبي حذيفة ، وصبحاً مولى أسيد ، ومن الحلفاء ابن مسعود ، والمقداد بن عمرو ، وواقد بن عبد الله الحنظلي ، وعمرو بن عبد عمر ، وذو الشمالين ، ومرثد بن أبي مرثد ، وأشباههم ونزلت في أئمة الكفر من قريش والموالي والحلفاء { وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا } الآية . فلما نزلت أقبل عمر بن الخطاب فاعتذر من مقالته ، فأنزل الله { وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا } الآية .