بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَنذِرۡ بِهِ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحۡشَرُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ لَيۡسَ لَهُم مِّن دُونِهِۦ وَلِيّٞ وَلَا شَفِيعٞ لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ} (51)

قوله تعالى : { وَأَنذِرْ بِهِ } يعني : خوّف بالقرآن { الذين يَخَافُونَ } يعني : يعلمون { أَن يُحْشَرُواْ إلى رَبّهِمْ } في الآخرة . وإنما خصّ بالإنذار الذين يعلمون وإن كان منذراً لجميع الخلق ، لأن الحجة عليهم وجبت لاعترافهم بالمعاندة وهم أهل الكتاب كانوا يقرون بالبعث . ويقال : هم المسلمون يعلمون أنهم يبعثون يوم القيامة ويؤمنون به .

{ لَيْسَ لَهُمْ مّن دُونِهِ } يعني : يعلمون أنه ليس لهم من دون الله . يعني : من عذاب الله { وَلِيُّ } في الدنيا { وَلاَ شَفِيعٍ } في الآخرة { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } يعني : أنذرهم { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } المعاصي . ويقال : { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } لكي يتقوا ويثبتوا على الإسلام . فإنهم إن لم يثبتوا { لَيْسَ لَهُمْ مّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ }