قوله : { وَأَنذِرْ بِهِ الذين يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إلى رَبّهِمْ } الإنذار : الإعلام ، والضمير في به راجع إلى ما يوحى ؛ وقيل إلى الله ؛ وقيل إلى اليوم الآخر . وخص الذين يخافون أن يحشروا ، لأن الإنذار يؤثر فيهم لما حلّ بهم من الخوف ، بخلاف من لا يخاف الحشر من طوائف الكفر لجحوده به وإنكاره له ، فإنه لا يؤثر فيه ذلك . قيل ومعنى يخافون : يعلمون ويتيقنون أنهم محشورون ، فيشمل كل من آمن بالبعث من المسلمين ، وأهل الذمة ، وبعض المشركين . وقيل : معنى الخوف على حقيقته ، والمعنى : أنه ينذر به من يظهر عليه الخوف من الحشر عند أن يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكره ، وإن لم يكن مصدقاً به في الأصل ، لكنه يخاف أن يصح ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن من كان كذلك تكون الموعظة فيه أنجع والتذكير له أنفع . قوله : { لَيْسَ لَهُمْ مّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ } الجملة في محل نصب على الحال أي أنذر به هؤلاء الذين يخافون الحشر حال كونهم لا وليّ لهم يواليهم ولا نصير يناصرهم ، ولا شفيع يشفع لهم من دون الله ، وفيه ردّ على من زعم من الكفار المعترفين بالحشر أن آباءهم يشفعون لهم ، وهم أهل الكتاب ، أو أن أصنامهم تشفع لهم ، وهم المشركون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.