الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ فَمُسۡتَقَرّٞ وَمُسۡتَوۡدَعٞۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَفۡقَهُونَ} (98)

أما قوله تعالى : { وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة } .

أخرج ابن مردويه عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : » نصب آدم بين يديه ثم ضرب كتفه اليسرى ، فخرجت ذريته من صلبه حتى ملأوا الأرض » .

قوله تعالى : { فمستقر ومستودع } .

أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس في قوله { فمستقر ومستودع } قال : المستقر ما كان في الرحم ، والمستودع ما استودع في أصلاب الرجال والدواب .

وفي لفظ : المستقر ما في الرحم وعلى ظهر الأرض وبطنها مما هو حي ومما قد مات . وفي لفظ : المستقر ما كان في الأرض ، والمستودع ما كان في الصلب .

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود في قوله { فمستقر ومستودع } قال : مستقرها في الدنيا ومستودعها في الآخرة .

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني عن ابن مسعود قال : المستقر الرحم ، والمستودع المكان الذي تموت فيه .

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن مسعود قال : إذا كان أجل الرجل بأرض أتيحت له إليها الحاجة ، فإذا بلغ أقصى أثره قبض . فتقول الأرض يوم القيامة : هذا ما استودعتني .

وأخرج أبو الشيخ عن الحسن وقتادة في قوله { فمستقر ومستودع } قالا : مستقر في القبر ، ومستودع في الدنيا أوشك أن يلحق بصاحبة .

وأخرج أبو الشيخ عن عوف قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أنبئت بكل مستقر ومستودع من هذه الأمة إلى يوم القيامة كما علم آدم الأسماء كلها » .

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال : من اشتكى ضرسه فليضع يده عليه وليقرأ { وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة } الآية .

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم { فمستقر } بنصب القاف .

وأخرج عبد الرزاق عن سعيد بن جبير قال : قال لي ابن عباس : أتزوجت ؟ قلت لا ، وما ذاك في نفسي اليوم . قال : إن كان في صلبك وديعة فستخرج .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { قد فصلنا الآيات } يقول : بينا الآيات { لقوم يفقهون } .