الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٍ خَيۡرٌ أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٖ فَٱنۡهَارَ بِهِۦ فِي نَارِ جَهَنَّمَۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (109)

أخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله { أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير } قال : هذا مسجد قباء { أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار } قال : هذا مسجد الضرار .

وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال : مسجد الرضوان أول مسجد بني بالمدينة في الإِسلام .

وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال : « لما أسس رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد الذي أسسه على التقوى كان كلما رفع لبنة قال » اللهمَّ إن الخير خير الآخرة . ثم يناولها أخاه ، فيقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تنتهي اللبنة منتهاها ، ثم يرفع الأخرى فيقول : «اللهمَّ اغفر للأنصار والمهاجرة ، ثم يناولها أخاه ، فيقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تنتهي اللبنة منتهاها » .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله { أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم } قال : بنى قواعده في نار جهنم .

وأخرج مسدد في مسنده وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : لقد رأيت الدخان يخرج من مسجد الضرار حيث انهار على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { فانهار به في نار جهنم } قال : والله ما تناهى أن وقع في النار ، ذكر لنا أنه حفرت فيه بقعة فرؤي منها الدخان .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله { فانهار به في نار جهنم } قال : مسجد المنافقين انهار فلم يتناه دون أن وقع في النار . ولقد ذكر لنا : إن رجالاً حفروا فيه فرأوا الدخان يخرج منه .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { فانهار به في نار جهنم } قال : فمضى حين خسف به .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة . أنه لا يزال منه دخان يفور لقوله { فانهار به في نار جهنم } ويقال : إنه بقعة في نار جهنم .

وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال : في قراءة عبدالله بن مسعود « فانهار به قواعده في نارجهنم » يقول : خر من قواعده في نار جهنم .