وقوله سبحانه : { فانهار بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ } الظاهر منه أَنَّه خارجٌ مَخْرَجَ المَثَلِ ، وقيل : بل ذلك حقيقة ، وأن ذلك المَسْجِدَ بعينه انهار في نَارِ جَهَنَّم ؛ قاله قتادةُ وابْنُ جُرَيْج ، وروي عن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ وغيره ؛ أنه قال : رَأَيْتُ الدُّخَانَ يَخْرُجُ منه علَى عهد رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ، وروي في بَعْضِ الكُتُبِ ؛ أنَّ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم رَآهُ حين انهار بَلَغَ الأَرض السابعة ، فَفَزِعَ لذلك صلى الله عليه وسلم ، وروي أنهم لم يُصلُّوا فيه أكْثَرَ من ثلاثةِ أيامٍ ، وهذا كلُّه بإِسناد لَيِّنٍ ، واللَّه أعلم ، وأسند الطبريُّ عن خلفِ بْنِ ياسِين ، أنه قَالَ : رَأَيْتُ مسْجِدَ المنافقينَ الذي ذَكَرَه اللَّه في القرآن ، فَرَأَيْتُ فيه مكاناً يخرجُ منه الدُّخَان وذلك في زَمَن أبي جَعْفَرٍ المنصورِ ، وروي شبيه بهذا أو نحوه عَن ابن جُرَيْج : أسنده الطبري .
قال ابن العربيِّ في «أحكامه » وفي قوله تعالَى : { فانهار بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ } ، مع قوله : { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } [ القارعة : 9 ] إِشَارَةٌ إِلَى أَن النار تَحْتُ ؛ كما أن الجَنَّةَ فَوْقُ . انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.