وقوله تعالى : ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ ) أي على الطاعة لله والإخلاص له ( ورضوان ) له وطلب مرضاته ( خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ) أي بني للاختلاف والتفريق بين المؤمنين والكفر بالله .
هذا المثل مقابلة[ في الأصل وم : مقابل ] مكان بمكان ؛ يقول : من بنى بناء[ من م ، في الأصل : فلان ] على قرار من الأرض مما يقر به ، وينتفع به خير من بنى بناء على المكان الذي لا يقر به ، ويؤدي إلى الهلاك ، ولا ينتفع به . والأول مقابلة[ في الأصل وم : مقابل ] فعل بفعل ؛ وهو قوله : ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً /222-ب/ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ )[ التوبة : 107 ] كالذي بنى لضد ذلك ؛ أي ليسا بسواء ثم قوله[ في الأصل وم : قال ] : ( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ )[ التوبة : 108 ] هذا مقابلة فعل بفعل ؛ يقول : الذين بنوا المسجد على الطاعة لله والإخلاص له وطلب مرضاته و الاجتماع فيه خير أم من بنى للكفر بالله والتفريق بين المؤمنين والضرار[ في الأصل وم : وضوا ] بهم ؟ هذا مقابلة فعل بفعل .
وقوله تعالى : ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ) هذا مقابلة[ في الأصل وم : مقابل ] مكان بمكان كما[ في الأصل وم : لما ] ذكرنا . والأس والأسس و التأسيس والأساس واحد .
وقوله تعالى : ( شفا جرف هار ) قال أبو عوسجة : ( شفا جرف هار ) قال : شفاه فمه ، والجمع شفاه ، وجرف أرض يسيل فيها السيل حتى يحفرها ، والجرفة جمع ، والهاري الهش الذي ليس بصلب ، ويقال : انهار ينهار أي انهدم ينهدم ، ويقال : رجل هار ، أي ضعيف . وأرض شهة أي رخوة سريعة الانهدام ، والهش الرخو .
وقال القتبي : ( شفا جرف هار ) أي جرف هائر ، والجرف ما ينحرف بالسيول [ من ][ ساقطة من الأصل وم ] الأودية ، والهاثر الساقط ، ومنه يقال : تهور البناء إذا سقط ، وانهار .
وقال أبو عبيدة : ( شفا جرف هار ) الشفا هو الشفير ، والجرف ما تجرف بالسيول[ في الأصل وم : من السيول ] من الأودية ، وهار يريد هاثر .
وقوله تعالى : ( فانهار به في نار جهنم ) قال بعضهم : خسف الله مسجدهم في نار جهنم . وفي حرف ابن مسعود : فخر من قوعده في نار جهنم ، وقال : حُرِقت فيه بقعة ، فَرُئِي منها دخان ، سطع ، وقال : [ فهوى بناؤهم ][ في الأصل وم : يهوي ببنائهم ] الذي ينوا في نار ولا تدري كيف هو ؟ وما معناه ؟
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.