الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{لَا تَقُمۡ فِيهِ أَبَدٗاۚ لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ فِيهِ رِجَالٞ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ} (108)

أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال « نزلت هذه الآية في أهل قباء { فيه رجال يحبون أن يتطهروا } قال : كانوا يستنجون بالماء ، فنزلت فيهم هذه الآية » .

وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال : « لما نزلت هذه الآية { فيه رجال يحبون أن يتطهروا } بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عويم بن ساعدة قال » ما هذا الطهور الذي اثنى الله عليكم ؟ فقالوا : يا رسول الله ما خرج منا رجل ولا امرأة من الغائط إلا غسل فرجه ، أو قال : مقعدته . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هو هذا » .

وأخرج أحمد وابن خزيمة والطبراني والحاكم وابن مردويه عن عويم بن ساعدة الأنصاري « أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم في مسجد قباء فقال : إن الله قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم ، فما هذا الطهور الذي تطهرون به ؟ قالوا : والله يا رسول الله ما نعلم شيئاً إلا أنه كان لنا جيران من اليهود ، فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا » .

وأخرج ابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الجارود في المنتقى والدارقطني والحاكم وابن مردويه وابن عساكر عن طلحة بن نافع قال : حدثني أبو أيوب ، وجابر بن عبدالله ، وأنس بن مالك رضي الله عنهم ، إن هذه الآية لما نزلت { فيه رجال يحبون أن يتطهروا } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم خيراً في الطهور فما طهوركم هذا ؟ قالوا : نتوضأ للصلاة ونغتسل من الجنابة قال : فهل مع ذلك غيره ؟ قالوا : لا ، غير أن أحدنا إذا خرج إلى الغائط أحب أن يستنجي بالماء . قال : هو ذاك فعليكموه » .

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن مجمع بن يعقوب بن مجمع « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعويم بن ساعدة : ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم ؟ فقالوا : نغسل الأدبار » .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في تاريخه وابن جرير والبغوي في معجمه والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن محمد بن عبدالله بن سلام عن أبيه قال : لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد الذي أسس على التقوى فقال «إن الله قد أثنى عليكم في الطهور خيراً أفلا تخبروني ؟ يعني قوله { فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين } فقالوا : يا رسول الله إنا لنجد مكتوباً في التوراة الاستنجاء بالماء ، ونحن نفعله اليوم » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال : « لما نزلت هذه الآية { فيه رجال يحبون أن يتطهروا } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل قباء «ما هذا الثناء الذي أثنى الله عليكم ؟ قالوا : ما منا أحد إلا وهو يستنجي بالماء من الخلاء » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن جعفر عن أبيه أن هذه الآية نزلت في أهل قباء { فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين } .

وأخرج عبد الرزاق في مصنفه والطبراني عن أبي أمامة قال : « قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل قباء «ما هذا الطهور الذي خصصتم به في هذه الآية { فيه رجال يحبون أن يتطهروا } ؟ قالوا : يا رسول الله ما منا أحد يخرج من الغائط إلا غسل مقعدته » .

وأخرج عبد الرزاق وابن مردويه عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال سأل النبي صلى الله عليه وسلم أهل قباء فقال : «إن الله قد أثنى عليكم فقالوا : إنا نستنجي بالماء . فقال : إنكم قد أثنى عليكم فدوموا » .

وأخرج ابن جرير عن عطاء قال : أحدث قوم الوضوء بالماء من أهل قباء ، فأنزلت فيهم { فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين } .

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن خزيمة بن ثابت قال : كان رجال منا إذا خرجوا من الغائط يغسلون أثر الغائط ، فنزلت فيهم هذه الآية { فيه رجال يحبون أن يتطهروا } .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري قال : قالوا : يا رسول الله ، من هؤلاء الذين قال الله فيهم { فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين } ؟ قال : «كانوا يستنجون بالماء ، وكانوا لا ينامون الليل كله وهم على الجنابة » .

وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق عروة بن الزبير أن عويم بن ساعدة قال : يا رسول الله من الذين قال الله فيهم { رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين } ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم « نعم القوم منهم عويم بن ساعدة ، ولم يبلغنا أنه سمى رجلاً غير عويم » .

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفر من الأنصار « إن الله قد أثنى عليكم في الطهور فما طهوركم ؟ قالوا : نستنجي بالماء من البول والغائط » .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر في هذه الآية { فيه رجال يحبون أن يتطهروا . . . } الآية . قال سألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طهورهم الذي أثنى الله به عليهم . قالوا : «كنا نستنجي بالماء في الجاهلية ، فلما جاء الله بالإِسلام لم ندعه . قال : فلا تدعوه » .

وأخرج ابن مردويه من طريق يعقوب بن مجمع عن عبد الرحمن بن يزيد عن مجمع بن جارية عن النبي صلى الله عليه وسلم « أن هذه الآية نزلت في أهل قباء { فيه رجال يحبون أن يتطهروا } وكانوا يغسلون أدبارهم بالماء » .

وأخرج ابن سعد من طريق موسى بن يعقوب عن السري بن عبد الرحمن عن عبادة بن حمزة . أنه سمع جابر بن عبد الله يخبر : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « نعم العبد من عباد الله والرجل من أهل الجنة عويم بن ساعدة . قال موسى : وبلغني أنه لما نزلت { فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : منهم عويم أول من غسل مقعدته بالماء فيما بلغني » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدخل الخلاء إلا توضأ أو مس ماء .

وأخرج عمر بن شبة في أخبار المدينة من طريق الوليد بن سندر الأسلمي عن يحيى بن سهل الأنصاري عن أبيه . إن هذه الآية نزلت في أهل قباء ، كانوا يغسلون أدبارهم من الغائط { فيه رجال يحبون أن يتطهروا } الآية .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة « أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبعض الأنصار : ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم { فيه رجال يحبون أن يتطهروا } ؟ قالوا : نستطيب بالماء إذا جئنا من الغائط » .