تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٍ خَيۡرٌ أَم مَّنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٖ فَٱنۡهَارَ بِهِۦ فِي نَارِ جَهَنَّمَۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (109)

{ أفمن أسس بنيانه } ، يعنى مسجد قباء ، { على تقوى من الله ورضوان } ، يقول : مما يراد فيه من الخير ورضى الرب ، { خير أم من أسس بنيانه } أصل بنيانه { على شفا جرف } ، يعني على حرف ليس له أصل ، { هار } ، يعني وقع ، { فانهار به } فجر به القواعد ، { في نار جهنم } يقول : صار البناء إلى نار جهنم ، { والله لا يهدى القوم الظالمين } [ آية :109 ] .

فلما فرغ القوم من بناء المسجد استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم في القيام في ذلك المسجد ، وجاء أهل مسجد قباء ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا نحب أن تأتي مسجدنا فتصلى فيه حتى نقتدي بصلاتك ، فمشى رسول الله في نفر من أصحابه وهو يريد مسجد قباء ، فبلغ ذلك المنافقون ، فخرجوا يتلقونه ، فلما بلغ المنتصف ، نزل جبريل بهذه ا لآية : { أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير } يعني أهل مسجد قباء ، { أم من أسس بنيانه على شفاء جرف } فلما قالها جرف نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد ، حتى تهور في السابعة ، فكاد يغشى على النبي صلى الله عليه وسلم ، وأسرع الرجوع إلى موضعه ، وجاء المنافقون يعتذرون بعد ذلك ، فقبل علانيتهم ، ووكل سر أثرهم إلى الله عز وجل .