الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ} (33)

أخرج أحمد ومسلم والحاكم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال « لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى . فقالت عائشة رضي الله عنها : يا رسول الله إني كنت أظن حين أنزل الله { ليظهره على الدين كله } أن ذلك سيكون تاماً ؟ فقال : إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ، ثم يبعث الله ريحاً طيبة فيتوفى من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من خير ، فيبقى من لا خير فيه يرجعون إلى دين آبائهم » .

وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه { هو الذي أرسل رسوله بالهدى } يعني بالتوحيد والقرآن والإِسلام .

وأخرج ابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله { ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون } قال : يظهر الله نبيه صلى الله عليه وسلم على أمر الدين كله ، فيعطيه إياه كله ولا يخفى عليه شيء منه ، وكان المشركون واليهود يكرهون ذلك .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم ليظهره على الدين كله ، فديننا فوق الملل ورجالنا فوق نسائهم ، ولا يكونون رجالهم فوق نسائنا .

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في سننه عن جابر رضي الله عنه في قوله { ليظهره على الدين كله } قال : لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني صاحب ملة إلا الإِسلام ، حتى تأمن الشاة الذئب والبقرة الأسد والإِنسان الحية ، وحتى لا تقرض فأرة جراباً ، وحتى توضع الجزية ، ويكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، وذلك إذا نزل عيسى ابن مريم عليه السلام .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله في قوله { ليظهره على الدين كله } قال : الأديان ستة . الذين آمنوا ، والذين هادوا ، والصابئين ، والنصارى ، والمجوس ، والذين أشركوا ، فالأديان كلها تدخل في دين الإِسلام ، والإِسلام لا يدخل في شيء منها ، فإن الله قضى فيما حكم ، وأنزل أن يظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون .

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله { ليظهره على الدين كله } قال : خروج عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام .