وقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ) يحتمل قوله ( بالهدى ) هدى يهديهم إلى ما به تكون جميع المحاسن والخيرات محاسن وخيرات ؛ إنما تقوم بالإيمان به ينتفع بها ، بعثه لذلك .
ويحتمل قوله ( بالهدى ) وهو القرآن ، يهديهم ويبين لهم المحاسن من المساوئ والحسنات من السيئات ، وهو يهديهم إلى ذلك .
وقوله تعالى : ( ودين الحق ) وهو دين الحق أي الإيمان الذي يصير المحاسن محاسن والخيرات خيرات وهو دين الحق ، ويحتمل قوله ( ودين الحق ) أي دين الله كقوله : ( ويعلمون أن الله هو الحق المبين )[ النور : 25 ] .
وقوله تعالى : ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) يحتمل وجوها : يحتمل ( ليظهره ) رسوله على أهل الدين كلهم[ في الأصل وم : كله ] بالحجج والآيات ، وقد[ في الأصل وم : فقد ] أظهره بحمد الله على الأديان كلها بالحجج والبراهين حتى لم يتعرض أحد في شبه ذلك فضلا [ عن أن لم ][ في الأصل وم : أن ] يتعرض في إبطاله .
ويحتمل ( ليظهره على الدين ) على أهل الدين كلهم بالقهر والغلبة والإذلال وقد[ من م ، في الأصل : فهو ] كان ، حتى خضعوا كلهم ، وذلوا ، حتى لم يبقى في جزيرة العرب مشرك ولا كافر إلا خضع لهم وصار أهل الكتاب ذليلين صاغرين في أيدي المسلمين .
وإن كان المراد من قوله ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) فهو بالحجج والبراهين كلها . وإن كان أراد به الدين أن يظهره على الأديان كلها فبعدو لم يكن ، ويكون إن شاء الله ، هو الظاهر على الأديان كلها يوم القيامة .
وقوله تعالى : ( على الدين كله ) ولم يقل على الأديان كلها فالدين يتأول الأديان كلها كقوله : ( يا أيها الإنسان )[ الإنفطار : 6 ] يدخل فيه كل إنسان . وجائز أن يكون أديانا مختلفة . وهو[ من م ، في الأصل : فهو ] واحد لأن الكفر كله ملة واحدة[ وهو دين ][ من م ، في الأصل : لأن الكفر ] الشيطان ، فسماه بذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.