إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ} (33)

{ هُوَ الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ } ملتبساً { بالهدى } أي القرآن الذي هو هدى للمتقين { وَدِينِ الحق } الثابتِ وهو دينُ الإسلام { لِيُظْهِرَهُ } أي رسولُه { عَلَى الدين كُلّهِ } أي على أهل الأديانِ كلِّهم أو ليُظهرَ الدينَ الحقِّ على سائر الأديان بنسخه إياها حسبما تقتضيه الحِكمةُ ، والجملةُ بيانٌ وتقريرٌ لمضمون الجملةِ السابقة ، والكلامُ في قوله عز وجل : { وَلَوْ كَرِهَ المشركون } كما فيما سبق خلاً أن وصفَهم بالشرك بعد وصفِهم بالكفر للدلالة على أنهم ضمُّوا الكفرَ بالرسول إلى الكفر بالله .