التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ} (33)

قوله تعالى : { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون }

قال مسلم : حدثنا أبو كامل الجحدري وأبو معن زيد بن يزيد الرقاشي " واللفظ لأبي معن " قالا : حدثنا خالد بن الحارث . حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن الأسود بن العلاء ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى ) . فقلت : يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله : { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون } ( 9/التوبة/33 ) و( 61/الصف/9 ) أن ذلك تاما . قال : ( إنه سيكون من ذلك ما شاء الله . ثم يبعث الله ريحا طيبة ، فتوفي كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ، فيبقى من لا خير فيه ، فيرجعون إلى دين آبائهم ) .

[ الصحيح 4/2230 ح 2907 – ك الفتن وأشراط الساعة ، ب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة ]

قال مسلم : حدثنا أبو الربيع العتكي وقتيبة بن سعيد ، كلاهما عن حماد بن زيد " واللفظ لقتيبة " : حدثنا حماد عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة ، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم . وإن ربي قال : يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ؛ وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة ، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم ، يستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها – أو قال من بين أقطارها – حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، ويسبي بعضهم بعضا ) .

[ الصحيح 4/2215 ح 2889 – ك الفتن وأشراط الساعة ، ب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض ] .

قال البخاري : حدثني محمد بن الحكم ، أخبرنا النضر ، أخبرنا إسرائيل ، أخبرنا سعد الطائي ، أخبرنا محل بن خليفة ، عن عدي بن حاتم قال : بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل ، فقال : ( يا عدي ، هل رأيت الحيرة ؟ ) قلت : لم أرها ، وقد أنبئت عنها . قال : ( فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله – قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعار طيء الذين قد سعروا البلاد ؟ - ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى ) . قلت : كسرى بن هرمز ؟ قال : ( كسرى بن هرمز . ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه ، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له ، فيقولن : ألم أبعث إليك رسولا فيبلغك ؟ فيقول : بلى . فيقول : ألم أعطك مالا وأفضل عليك ؟ فيقول : بلى . فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم ، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم ) . قال عدي : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة ) . قال عدي : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله ، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : ( يخرج ملء كفه ) .

[ الصحيح 6/706 ، 707 ح 3595 – ك المناقب ، ب علامات النبوة في الإسلام ] .

قال أحمد : ثنا أبو المغيرة قال : ثنا صفوان بن مسلم قال : حدثني سليم بن عامر ، عن تميم الداري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر ) . وكان تميم الداري يقول : قد عرفت ذلك في أهل بيتي ، لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ، ولقد أصاب من كان منهم كافرا الذل والصغار والجزية .

[ المسند 4/103 ] ، وأخرجه أيضا الطبراني [ 2/58 ح 1280 ] ، وقال الهيثمي : رجال أحمد رجال الصحيح [ مجمع الزوائد 6/14 ، 8/262 ] ، وأخرجه الحاكم [ المستدرك 4/430 – 431 ] من طريق الحكم بن نافع عن صفوان به ، وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي . وتعقبهما الألباني أنه على شرط مسلم فقط وحكى عن عبد الغني المقدسي أنه قال : حديث حسن صحيح [ تحذير الساجد ص 173 – 174 ] ، وله شاهد من حديث المقداد بن الأسود عند أحمد [ 6/4 ] ، وابن حبان [ الإحسان 15/91 – 92 و 93 – 94 ، ح 6699 و 6701 ] ، والحاكم [ 4/430 ] وصححه الحاكم على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي ، وفيه من ليس من رجال الشيخين مع صحة إسناده وأورده الألباني في الصحيحة [ ح/3 ] .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { ليظهره على الدين كله } قال : ليظهر الله نبيه على أمر الدين كله ، فيعطيه إياه كله ، ولا يخفى عليه منه شيء وكان المشركون واليهود يكرهون ذلك .